الدار البيضاء - المغرب اليوم
طالب نزلاء المركز الاجتماعي الجهوي "دار الخير تيط مليل"، ونشطاء حقوقيون بمدينة الدار البيضاء، بضرورة التدخل العاجل لوزارات الصحة والأسرة والداخلية، لإنقاذ ما يزيد عن 100 نزيل من الموت المحقق الذي يتربص بهم جراء الوضع الصحي المتردي الذي يعانون منه منذ شهور.
ووفق معطيات توصلت بها هسبريس، فإن الوضع الصحي المتدهور لنزلاء مركز تيط مليل الخيري، الذي يعاني من تفشي الأمراض المعدية الجلدية والتنفسية والتعفنية، سيعجل بمجيء قضاء المجلس الأعلى للحسابات في القريب العاجل.
وترفض المستشفيات العمومية لمدينة الدار البيضاء استقبال مجموعة من الحالات المرضية المتقدمة لنزلاء خيرية تيط مليل، وفق تصريحات متطابقة للمتصرف القضائي بالمركز، ابراهيم بيوض، ونشطاء حقوقيين ونزلاء بالمركز الخيري نفسه.
واعتبر إبراهيم بيوض، المتصرف القضائي تحت الوصاية لولاية سطات البيضاء بانتداب من وزارة الصحة، أن نزلاء المركز الخيري لتيط مليل في "حاجة ماسة إلى تدخل المسؤولين لإنقاذ وعلاج الحالات الصحية المتقدمة، والضرب بيد من حديد على الجهات التي تسعى إلى السيطرة على المركز من أجل تحقيق مآرب شخصية مادية بحت".
وتعهد بيوض بمواصلة عمله من أجل إنقاذ الوضع المالي للمركز، وتشخيص كافة المشاكل التي تم تسجيلها في عهد المكاتب المنتخبة للجمعية التي كانت تشرف على تسييره، والتي ستخضع لمجهر قضاء المجلس الأعلى للحسابات.
وقال بيوض لهسبريس: "عندما سيحل قضاة المجلس الأعلى للحسابات، إلى جانب التحقيقات التي تجريها مصالح الدرك الملكي تحت إشراف الوكيل العام للملك بالدار البيضاء، سيتم الكشف عن كافة التلاعبات والخروقات التي أوصلت المركز الخيري لتيط مليل إلى ما هو عليه الآن، والتي نعمل على تجاوزها بالإمكانيات المتوفرة".
وقال محمد الذهبي، ناشط جمعوي وحقوقي بمدينة الدار البيضاء، في تصريح أدلى به ليلة الثلاثاء لجريدة هسبريس، التي وقف طاقمها الصحافي على الواقع المتردي للعديد من الأجنحة بمركز تيط مليل، إن "الوضع لم يعد يتحمل أن تواصل الحكومة لعب دور المتفرج على الحالات الإنسانية التي لم تعد تسجل في أي بلد في العالم، حتى في الدول شديدة الفقر".
وأضاف الذهبي أن "الأمور استفحلت بشكل خطير في هذا المركز الخيري إلى درجة أنها أصبحت تشكل وصمة عار في جبين رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، الذي يقود حزبه وزارتي حقوق الإنسان والأسرة".