الرئيسية » ناس في الأخبار
محمد مسعاد

برلين - المغرب اليوم

يقسّم محمد مسعاد سير حياته إلى شطرين بارزين، حتى الآن، أولهما بدأ أواخر عقد الستينيات من الألفية المنصرمة حتى سنة 1998، والثاني استهل بخطوة "هجرة مؤقتة" تبقى متواصلة.

يحترف مسعاد العمل الصحافي وينجرف في الإبداع الأدبي، حريصا على مواكبة "صاحبة الجلالة" دون التفريط في السرد والشعر وباقي الكتابة، ولا يعادي غير التنميط أو الرهان على غير الدراسة.

عين السبع

لازم محمد مسعاد منطقة عين السبع في مدينة الدار البيضاء منذ ولادته سنة 1967، ناشئا في بيئة أسرية متواضعة بين أب يشتغل عاملا بسيطا وأم متفرغة لأشغال البيت.

يبتهج مسعاد حين يستحضر كل هذه الظروف، ويقول إن انعكاساتها كانت إيجابية وهي تشجعه على التركيز الشديد في مسار التعلم، خاصة أن الحماس الاجتماعي أعطى رمزية للمدرسة.

بدأ محمد الدراسة في حي سيدي مومن ثم قفل صوب عين السبع، بعد إنشاء "ابتدائية ابن الخطيب" فيها وسط ممرات سككية، وعرج على "ثانوية ابن العوام" التي ظفر فيها بشهادة الباكالوريا.

هجرة مؤقتة

يقول محمد مسعاد إن فكرة الهجرة لم تكن تعنّ على باله حتى وجد نفسه بين أحضانها فعلا، وأنّ هذه الخطوة التي تقود خارج الوطن الأم لم تكن لها رمزيتها الحالية حين تحرّك صوب ألمانيا.

كما يورد المتحدث نفسه أن تركيزه بقي مخصصا للدراسة في المغرب دون هوس بالوصول إلى منصب شغل، إذ تخصص في علم الاجتماع حتى نال شهادة الإجازة من جامعة الرباط، ثم التحق بالسلك الثالث بمدينة المحمدية.

ويعلن مسعاد أنه تعرف على زوجته وقت الدراسة في جامعة محمد الخامس، وهي التي كانت منكبة على دراسة "السوسيولوجيا" في ألمانيا، ليقرر مرافقتها بشكل مؤقت تحوّل، بعد سنوات، إلى وضع قائم دائم.

في ألمانيا

وفد محمد مسعاد، قبل ثلاث سنوات من انتهاء عقد تسعينيات القرن الماضي، على مدينة "تريا" في جمهورية ألمانيا الفيدرالية، وهي الحاضرة التي يعتبرها المهاجر المغربي "فضاء جامعيّا بامتياز".

وينفي مسعاد أن يربط هذا "الانتقال الزمكاني" بصعوبات في التأقلم، مؤكدا أن تجربته السياسية والإعلامية، التي أسس لها منذ المرحلة التعليمية الثانوية، قد وفرت له ما يكفي من الإمكانات للتعامل مع المجتمع الألماني.

يفسر محمد كل ذلك بقوله: "أعتبر نفسي مجردا من الارتباطات السوسيولوجية بالأمكنة؛ فالوطن عندي مشاعر وأحاسيس أحملها بداخلي، لكن هذا لم يجعلني معفيا من ضرورة تعلم اللغة الألمانية بمستقري الأوروبي".

نفَس ثان

واصل محمد مسعاد التخصص في دراسة علم الاجتماع بمدينة "تريا" الألمانية، كما اختار الاشتغال مراسلا لمنابر صحافية ورقية صادرة في المغرب؛ من بينها جريدة "الاتحاد الاشتراكي"، التي وافاها بمواد للنشر في "رسالة برلين"".

"تنظيم مونديال 2006 في ألمانيا كان متميزا في مسيرتي الصحافية وأنا ضيف على هذا البلد، فقد أتاحت لي كرة القدم الدخول ضمن تفاصيل كثيرة مع القارئ المغربي؛ وأغدو عينه في هذا الحدث"، يذكر مسعاد.

جاءت النقلة النوعية الإضافية بعمل محمد مسعاد مع مؤسسة "دويتشه فيله" الإعلامية، بادئا التجربة من مدينة "بون" ضمن الإصدار الإلكتروني؛ قبل الانتقال إلى العمل التلفزيوني في العاصمة برلين.

وسط ردهات الأخبار

يسعد المنتمي إلى صف مغاربة العالم بأن "DW" أتاحت له التكوين الصحافي الذي افتقده، خاصة أن الالتزام بين الطرفين يبقى مستمرا؛ بل توسع إلى مستويات أخرى من الإنتاجات التحريرية على دعائم نشر متنوعة.

ينخرط محمد مسعاد، من حيز وجوده في قسم الأخبار بـ"دويتشه فيله"، ضمن صحافة الفيديو بإعداد تقارير مختلفة عبر التصوير والتوضيب وكتابة النصوص، كما يحضّر محتوى وسائط التواصل الاجتماعي المتصلة بـ"DW".

يشدد مسعاد، في هذا الإطار، على أن الدخول إلى ميدان "السوشلميديا"، مع الالتزام بالأداء الصحافي الرئيسي، يأتي بمبادرة شخصية لقيت ترحيبا من طرف المؤسسة التي يعمل بها، خاصة أن مكانة هذا التوجه آخذة في التنامي إعلاميا.

ملازمة الكتابة

تلازم الكتابة مسار محمد مسعاد في ألمانيا، موقعا بها على إصدارات عديدة؛ آخرها "نظارات الخائن ـ محكيات"، وله ديوان "زغب المياه الراكدة" الشعري، وجملة من الترجمات التي قام ببعضها في إطار مشترك مع آخرين.

ويذكر الصحافي والكاتب المغربي المستقر في برلين أن خروج "محكيات" إلى العلن سنة 2019، وهي التي بدأت كتابتها عام 2013، يجعلها مرصدا للتنقل بين المغرب وألمانيا، بين الأصل والعيش، للوقوف على تراكمات وتقاطعات.

محمد مسعاد يواصل قائلا: "أعمل على كتابة رواية جديدة خلال الفترة الجارية، وهذا العمل يهتم بفضاء نسائي مغربي في دفع للقارئ صوب محاولة فهم لعلاقة المرأة بالمجتمع والمؤسسات، وبها لعب على إشكالات وجودية".

ضد التنميط

المترعرع في منطقة عين السبع بالعاصمة الاقتصادية للمملكة يتشبث بالمساهمة في إعادة الناس النظر ضمن تمثلاتهم للهجرة، خاصة أن هذه الظاهرة لا ترتبط بصورة رومانسية بقدر ما هي تجربة عيش تتيح العمل من أجل بلوغ التطور المعنوي بالأساس.

"الهجرة أفضل ما وقع لي، على الرغم من أنها جاءت صدفة صوبي، وقد جعلتني أغيّر أمورا كثيرة في شخصيتي خلال مدة العقدين ونيف التي عشتها في ألمانيا، بعيدا عن المقاربة الكلاسيكية التي تقرن المكتسبات باكتناز الأموال"، يعبّر مسعاد.

ويرى محمد أن الهجرة ليست واقع أخذ فقط إنما تستحضر العطاء أيضا، ويضيف: "أطمح إلى مواصلة المساهمة في محاربة التنميط الملازم لظاهرة الهجرة، وأن أعين الألمان على طرد التمثل السياحي لدول شمال إفريقيا عموما".

الاستثمار في المعرفة

يساوي محمد مسعاد بين كل فضاءات العيش حين يشدد على أن المدرسة مفتاح الحياة فعلا، ثم يعرج على المهاجرين ليقول إن مشكلتهم مضاعفة إذا لم يكونوا من ذوي التكوينات المعرفية التي تفتح الآفاق وتيسر الحياة.

ويسترسل الكاتب الصحافي: "الانفتاح على تعلم اللغات الأجنبية يجب أن يواكب كل المسارات التعليمية، مع اكتساب مهارات التواصل بالإنجليزية التي أضحت لغة دولية، وجعل التفكير ينطلق من المحليات نحو العالمية".

لا يهم إن كان الشخص في وطنه أو خارج بلده ما دام مستثمرا في المعرفة؛ لكن الهجرة تبقى تجربة حياتية وازنة، تتيح لصاحبها الاحتكاك بمجتمعات مختلفة وتكسير ما اعتبرها، خطأ، حقائق مطلقة".

 

قد يهمك ايضا
تسليم جائزة "المغرب للكتاب" للفائزين من ثمانية فئات أبرزها الشعر والإبداع الأدبي
رواية "على بعد ميلمتر واحد" تفوز بجائزة الإبداع الأدبي

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية
الملكة رانيا تنشر صورة بصحبة حفيدتها وتعلق: أول اجتماع…
الأمير ويليام يتحدث لأول مرة عن إصابة والده وزوجته…
المغرب يمنح بصفة استثنائية الجنسية للبطلان إسماعيل وإسلام نورديف
قنصلية الرباط في باريس تختضن ندوة حول الصحراء المغربية

اخر الاخبار

عبد اللطيف وهبي يُؤكد أن مهنة المحاماة تواجهها الكثير…
رسالة من جلالة الملك محمد السادس إلى رئيس مجلس…
محكمة جزائرية قضت طفلة مغربية لأغراض سياسية
أمريكا تجدد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي لقضية الصحراء المغربية

فن وموسيقى

رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…
سلاف فواخرجي تؤكد أنها شاركت في إنتاج فيلم "سلمى"…
نادين نسيب نجيم تكشف عن سبب عدم مشاركتها في…

أخبار النجوم

أحمد سعد يوجه رسالة ليسرا في حفل غولدن غلوب
نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية
أكرم حسني يكشف حقيقة تقديمه "الناظر 2"
يسرا وحسين فهمي يحصدان جائزة "عمر الشريف للتميّز" في…

رياضة

بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
أبرز المحطات في مسيرة لاعب التنس الاستثنائي نادال التي…
المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

انتخاب محمد ولد الرشيد رئيساً لمجلس المستشارين خلفاً للنعم…
الملك محمد السادس يبعث برقية تعزية ومواساة إلى أسرة…
الأمير هشام يشكر الملك محمد السادس لمساعدته في إجلاء…
مهرجان فيلم المرأة في سلا يُكرّم سعدية لديب والغنانة…
إيلون ماسك يثير جدلًا واسعًا بعد تعليقه على محاولة…