الرئيسية » ناس في الأخبار
محمد لزعر

الرباط - المغرب اليوم

قصد محمد لزعر التراب الألماني في أوائل سنوات الألفية الجارية، وركز في التحصيل الأكاديمي بطريقة جعلته يغدو خبيرا مزدوجا؛ في البرمجيات الإلكترونية والطاقات المتجددة.

ينفذ لزعر خطوات إجرائية للمساعدة على نقل الخبرة الأوروبية إلى الأنشطة الملائمة القامة في المغرب، ويعلن بلا تردد أن إبراز الحب يبقى ضرورة حتى لمن يبتغي نيل الكسب.

رحاب فاس العتيقة

سقط رأس محمد لزعر في فاس سنة 1981، برحاب المدينة العتيقة تحديدا، وعلى أزقتها قام بأولى خطواته، وفي دور القرآن الكريم التي تحتضنها تلقى أولى الدروس.

راكم لزعر النجاح تلو الآخر خلال أطوار التعليم، بمراحل الابتدائي والإعدادي والثانوي، ثم تكلل ذلك بالحصول على شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم التجريبية.

زاد محمد سنة أخرى في "العاصمة العلمية" قبل أن يفعّل تحركا نحو الهجرة، حازما مكتسباته ابتغاء للبصم على انطلاقة جديدة وسط الديار الألمانية.

توجيه معيب

يعترف محمد لزعر بأن اختياره الهجرة لم يكن صدفة، ويزيد أنه قرر تفعيل هذه الخطوة حين وصل إلى السنة الختامية من المرحلة الجامعية، أي قبل مدة قصيرة من نيل "الباك".

"كانت أمامي خيارات متنوعة للدراسة في معاهد وجامعات دول أوروبية كثيرة، لكنني اخترت ألمانيا من أجل الانفتاح على ثقافة غير فرونكوفونية"، يضيف لزعر.

درس محمد سنة واحد في جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس، وزامن ذلك بالإقبال على تعلم الألمانية، لكنه يعتبر ذلك نتاجا لتوجيه معيب، إذ كان بمقدوره ضبط اللغة في ألمانيا مباشرة.
في مفترق الطرق

وصل محمد لزعر، في بداية الاستقرار بألمانيا، إلى مدينة "آخن" قبل تغيير الوجهة إلى الحيز الشمالي من منطقة "بافاريا"، مبتغيا تطوير مهاراته في الألمانية واستيفاء المطلوب لبدء الدراسة الجامعية.

المتواجد في "بلاد الجرمان منذ سنة 2003 يكشف، في لحظة بوح، أنه اصطدم بالاختلاف الحاضر بين الألمانية التي درسها في فاس وتلك التي يتم التعامل بها في ألمانيا، واحتاج تأطيرا لغويا إضافيا.

أفلح لزعر في كسب الرهان من خلال التقدم في دروس الألمانية واجتياز اختبار السنة التحضيرية لولوج المدارس العليا، رغم ما استلزمه ذلك من زمن يتخطى المعدل بسنة كاملة.

تكوين تكنولوجي

دخل محمد لزعر إلى المعهد العالي للتكنولوجيا في مدينة "بوخوم"، مفضلا الانخراط في تكوين تكنولوجي من بين كل الاختيارات التي حضرت أمام عينيه بشكل وافر.

انطلق المشوار التعليمي الأكاديمي لـ"ابن فاس" من شعبة الهندسة الكهربائية، وبعد سنوات تحول إلى التخصص في الإعلاميات التقنية، ضامنا التخرج مهندسا بهذا المجال.

واستمر لزعر في النهل من العلوم والتجارب بالمؤسسة الجامعية نفسها، حاضيا بقبول في سلك "الماستر" للتعمق في كل ما يرتبط بإنتاج الطاقات المتجددة واستعمالاتها.

على السكتين

يذكر محمد لزعر أنه انخرط في الميدان العملي، بعد تخرجه مهندسا، بتركيز على التطوير في ميدان الطاقة الشمسية، من جهة، وبرمجة آليات لفحص أجزاء السيارات والطائرة، من جهة ثانية.

ويزيد المنتمي إلى صف الجالية المغربية في ألمانيا: "بدأت في شركة معروفة في إنتاج أجزاء السيارات، لكنني كنت أعمل على مشاريع متصلة بالطاقة الشمسية من أجل ابتكار محول كهربائي".

قبل محمد عرضا من شركة تعمل على برمجة أجهزة فحص غيار المركبات البرية والجوية، ملتزما بذلك 6 سنوات، ثم تحوّل إلى العمل مع شركة آخرى يبقى ملازما لطواقمها حتى الحين.

مراقبة ومجال الطاقة

ينتمي محمد لزعر، منذ 2013، إلى شركة متخصصة في صناعة آليات فحص المحركات، وعدد من الأجهزة الأخرى في السيارات، مثلما تركز على مولدات الطاقات المتجددة.

الصلاحيات الموكولة إلى الخبير التكنولوجي عينه تجعله مطور برمجيات مستقبلية، أساسا، وإن كان شق من عمله تسوقه إلى تدخلات تحديث لمنتجات متوفرة في السوق أيضا.

"تخصصي ابتكاري بنسبة كبيرة، يركز على الآليات المنتظر توجيهها إلى المستهلكين بعد مرور سنوات، وأستعين في ذلك بخبراء مهندسين آخرين"، يزيد المغربي عينه.
بين فاس ومكناس

يشدد محمد لزعر على كونه يبقى راضيا حين ينظر إلى ما حققه في الهجرة إلى ألمانيا، خاصة أنه توفق في مساره العلمي ويحتاج جهدا يسيرا لإكمال بحث دكتوراه فتحه.

كما يربط الخبير التكنولوجي مستقبله، أيضا، بنقل الخبرة والمعرفة من ألمانيا إلى المغرب، سواء من خلال التعامل مع مؤسسات تكوينية أو إطارات استثمارية بالمملكة.

ويكشف لزعر أنه أنشأ شركة مغربية تعنى بالطاقات المتجددة، ومن خلالها يحاول دعم طلبة ومهندسين في جهة فاس مكناس بحزمة من التكوينات المستمرة المتتالية.

الحب قبل الكسب

يرى محمد لزعر أن الكسب من الهجرة، سواء كان ذلك ماديا أو معنويا، لا يمكن أن يكون كبيرا إلا إن اقترن بحب الميدان الذي يقدم الإنسان على الانخراط فيه.

ويضيف مستجمع 17 سنة في الهجرة، حتى الآن، أن تعامله مع مؤسسة تقدم الاستشارات للطلبة الوافدين على ألمانيا يجعله مؤمنا بأن الانخراط في أنشطة الجمعيات مفتاح الاندماج السلس.

"الغربة صعبة وقد تسبب مشاكل نفسية للناس الذين لا يقدرون على مسايرة التعابير الثقافية والمقتضيات القانونية الجديدة، لذلك ينبغي تسطير الأهداف المنشودة والتركيز عليها بالعمل الجاد"، يختم محمد لزعر.

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الملك تشارلز يستعد لاستقبال الكريسماس بابتسامة وتزيين شجرة يوم…
الأمير هاري يحكي عن ذكرياته الحزينة مع الكريسماس لغياب…
ترافيس كيلس يُشيد بنجاح تايلور سويفت في جولتها الغنائية
الملك محمد السادس يبعث برقية تعزية ومواساة إلى أفراد…
الملك محمد السادس يُعين زهير شرفي رئيساً للهيئة الوطنية…

اخر الاخبار

ابن كيران يدعو لتوضيح تعديلات مدونة الأسرة ويرفض حرمان…
حموشي يُنوه بنجاح بروتوكولات الأمن المواكبة لاحتفالات قدوم السنة…
وزير العدل المغربي يُقاضي الصحفي هشام العمراني بتهمة القذف
وزير الداخلية المغربي يؤكد تعرض ضحايا زلزال الحوز بعدة…

فن وموسيقى

المغربية جنات تكشف عن موقفها من إجراء عمليات التجميل…
لطيفة أحرار تؤكد أن الجمهور الذي يعرفها فقط كفنانة…
وفاة الأب الروحي للأغنية الشعبية في مصر أحمد عدوية…
لطفي بوشناق يقدّم أغنية لبيروت ويتضامن مع المدينة الجريحة…

أخبار النجوم

سيمون تتحدث عن بداية دخولها الوسط الفني وعلاقة مدحت…
محمد سعد يكشف سر تغيير نوعية أدواره في الدشاش
شيرين عبدالوهاب تحمس جمهورها لأغنيتها الجديدة "بتمنى أنساك"
نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب

رياضة

المغربي حكيم زياش يشترط على غلطة سراي الحصول على…
البرازيلي فينيسيوس جونيور يُتوج بجائزة غلوب سوكر لأفضل لاعب…
المغربي أيوب الكعبي ضمن قائمة أفضل هدافي الدوريات الأوروبية
محمد صلاح بين الانتقادات والإشادات بسبب صورة عيد الميلاد…

صحة وتغذية

وزير الصحة المغربي يُطالب باليقظة لمواجهة مضاعفات داء الحصبة…
دراسة تكشف أن أمراض القلب تُزيد من خطر الإصابة…
المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

الأخبار الأكثر قراءة

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو…
بوتين يمنح زعيم كوريا الشمالية أسد وببغاوات كعلامة على…
الأمير الحسين والأميرة رجوة يحضران خطاب العرش السامي للملك…
الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا في افتتاح الدورة…
لقجع يُهنئ فريق الجيش الملكي لكرة القدم النسوية بعد…