الرباط - المغرب اليوم
قدم نائب المنسق الوطني للحزب المغربي الليبرالي، محامي معتقلي الحراك، إسحاق شارية، استقالته من الحزب ومن كافة هياكله التنظيمية بل ومن الحياة السياسية المغربية ككل، معبرًا عن أسفه العميق، بعد خمسة عشر عامًا من النضال من أجل المشاركة السياسية، وتأطير الشباب ومحاولة إعادة الثقة في المشهد السياسي الكئيب، من خلال الانخراط الفاعل في الحزب المغربي الليبرالي منذ تأسيسه عام 2002 في الناظور، إلى تولي منصب رئاسة الشبيبة ثم نائب المنسق الوطني، لم يدخر فيها جهدًا من أجل إعلاء راية الشباب وطموحاتهم في الحرية والكرامة.
وأكد "شارية"، أن إرادة الإصلاح والديمقراطية الداخلية، كانت دائمًا تواجه بإرادة التخريب والتمييع والحفاظ على مستنقع الركود بدل الطموح من أجل حزب جماهيري يتنفس الحياة ويطرد الخمول والكسل والوهن من أحشائه، ويفتح مؤسسته أمام جيل جديد من المناضلين الحقيقيين من الشباب والأطر والرجال والنساء من كافة الشرائح الاجتماعية.
وأضاف شارية: "لقد كانت أمام الحزب اليوم في ذكرى مؤتمره الرابع المنظم تحت شعار "الحزب دعامة سياسية لمطالب الحراك الشعبي" فرصة تاريخية للإصلاح والقطع مع كافة الوسائل القديمة في التسيير الفاشل، ووضع الحزب في سكة طريق النضال الحقيقية، غير أن قوى الفساد والمسترزقين وكهنة المعبد أبوا إلا أن يفسدوا هذا العرس الذي كان أملنا أن يكون تتويجًا لمسيرة نضالية متميزة طبع الحزب فيها مواقف مشرفة في مقاطعة الانتخابات والدعم لا مشروط لمطالب الحراك الشعبي، غير أنه تخلف عن الموعد واختار نفس الأساليب القديمة المتآكلة في الخوف من الحوار والديموقراطية، وبقيت دار لقمان على حالها في تكريس حزب يؤدي نفس طقوس العبودية للأصنام، وانكسر الحزب عن تحقيق حلم الحرية والكرامة لمناضليه، فكيف له أن يحققه للمواطنين".
وتابع شارية: "يزيد إن الفعل السياسي في المغرب مريض جدًا، ويحتضر على فراش مليء بالذباب والروائح الكريهة الناتجة عن العفن والمكر والخديعة والفساد والعبودية والاسترزاق"، وفي الأخير وجه التحية لكافة الأحرار والحرائر عبر ربوع الوطن من شماله إلى جنوبه، وفِي انتظار جيل آخر وأحزاب أخرى وديمقراطية حقيقية.
وقال شارية: "أقدم لكم استقالتي وأتمنى لكم التوفيق والنجاح في مؤتمركم، يقول تعالى في كتابه العزيز "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم، وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون" صدق الله العظيم"، في رسالة واضحة للأمين العام للحزب محمد زيان.