الرباط - المغرب اليوم
لم تمنعه الإعاقة الجسدية التي ولدت معه، ولا التهميش الذي يعيشه منذ سنوات طويلة، من تفجير طاقة إبداعية هائلة في مجال الفنون التشكيلية، والرسم و”الكرافيتيا”. هذا هو حال محمد الرحماني، ابن دوار “تيمرساط” بدائرة أوطاط الحاج في بولمان، رجل في عقده الرابع، متزوج وأب لطفلة، يعيش في كنف أسرة فقيرة، لم تجد سبيلا للدفع ب”الموهبة” نحو دائرة الضوء، وإخراجه من عزلة فجرها في العشرات من اللوحات الفنية.
بداية محمد الرحماني الإبداعية، يحكيها مصطفى جراري، مدير إعدادية الخوارزمي في أوطاط الحاج، موضحا أن ” محمد الرحماني فنان بكل المقاييس، لم تمنعه إعاقته الجسدية، ولا أطراف أصابعه المنقوصة، من تفتيق موهبة خارقة بامتياز، على اعتبار أن ما يصنعه هذا الرجل يتجاوز ما يصنع الأسوياء من بني جلدته”.
وأضاف الأستاذ جراري أن هذه الموهبة تعيش وضعا اجتماعيا مزريا، وأن “زوجته هي التي تتحمل مشاق ومتاعب محمد، تذهب به إلى المرحاض، وتضعه فوق السرير، وقبل هذا وذاك، يؤكد المصدر، تتدبر نفقات العيش، وتشجعه لمواصلة الطريق.
وتحدث المصدر نفسه عن طموحات وتطلعات هذا الفنان، الذي حكمت عليه الظروف بملازمة كوخه البسيط بنواحي أوطاط الحاج، والتي لا تتجاوز سقف تنظيم معارض فنية خارج المنطقة، وتقديم يد العون له ليتمكن من التعرف على فنانين ومواهب إبداعية أخرى، من أجل تبادل الخبرات والتجارب.
وتأسف المتحدث عن الظروف التي يقيم فيها محمد الرحماني معرضه – من حين لآخر- البسيط في أوطاط الحاج، حيث ينقل على متن عربة يجرها بغل أو حمار، ويقضي يومه أمام لوحاته، التي يصعب أن تجد لها مكانا في مجتمع صغير على هامش مدن المركز.