الرباط - المغرب اليوم
قالت نزهة بوشارب، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ورئيسة منظمة "النساء الحركيات"، إن "من يريد ممارسة السياسة عليه أن يتخلق بقيم النبل والإخلاص وحب الوطن، وهذه مبادئ يجب التشبث بها والتضحية من أجلها".
وأضافت بوشارب، خلال لقاء تواصلي حول موضوع "المناصفة سبيل بلورة نموذج تنموي ناجح"، نظم، الأحد، من طرف منظمة "النساء الحركيات"، أن "انتصار النساء هو انتصار للرجال في الوقت نفسه، لأن الرؤية السليمة تتأسس على نظرة مجتمعية قوامها مشاركة الجنسين في بناء دولة متقدمة".
وبحضور أعضاء المكتب السياسي للحركة الشعبية، ضمنهم حليمة العسالي، ورشيد الدريوش، وعادل السباعي، وعزيزة بوجريدة النائبة الثانية للمنظمة المذكورة، أكدت بوشارب أن "النموذج التنموي الجديد يتطلب بلورة مشروع واضح ينبني على طرح بدائل وحلول قابلة للتحقيق في مجال العدالة الاجتماعية والاقتصاد التضامني".
وتابعت قائلة إن "المناصفة الكاملة أمر قابل للتحقيق، لأن رهان التنمية والجهوية المتقدمة في حاجة إلى جهود النساء والرجال، لأن كليهما طرف أساسي في المشهد السياسي"، مستشهدة بما تحقق "بفضل نضال نصفي المجتمع كقانون الأسرة ودستور 2011".
وطالبت المسؤولة الحكومية شكيب بنموسى، رئيس لجنة النموذج التنموي الجديد، بالإنصات إلى "النساء لأنهن يملكن من التجربة ما يكفي لتحقيق التحدي الذي من أجله أحدثت هذه اللجنة، والذي يتجلى في وضع مقاربة جديدة مبتكرة لواقع النساء اللائي يعانين الهشاشة".
وأوضحت بوشارب أن "حل معضلة التنمية يتطلب مقاربة عقلانية قوامها تغيير لغة الاشتغال وخطاب متعدد يستحضر خصوصيات كل جهة على حدة بدل الخطاب النمطي للانخراط في الرؤية الملكية وربح معركة التنمية".
من جهتها، أكدت الفاعلة الجمعوية والحقوقية خديجة الرباح أن "النموذج التنموي الجديد لا يمكن أن يتحقق خارج المقاربة الحقوقية والمشاركة والمساءلة"، مضيفة أن "أهم قاعدة لهذا التحدي هي استحضار قيمة مرجعية تتمثل في الرقي بالنساء والرجال معا".
واستطردت الرباح قائلة إن "المساواة مدخل أساسي واستراتيجي، فالتنمية لا يمكن أن تتحقق إذا لم تشارك النساء إلى جانب الرجال في هذا المشروع التنموي بشكل فعال". وأضافت "على الكل أن يفكر ويراسل هذه اللجنة الملكية، التي تشتغل على تصور أولي لاستحضار مسألة المساواة في هذا المشروع، لأن أحد معيقات التنمية هو غياب المرأة عن المسلسل التنموي".
وحذرت الرباح من طغيان العقلية الذكورية "التي دأبت على تغييب القدرات والكفاءات التي تتوفر عليها النساء من المشاركة في التنمية"، مستدلة على طرحها بـ"الأرقام الصارخة على مستوى الجماعات والبرلمان، والتي توضح بشكل جلي أننا ما زلنا بعيدين كل البعد عن المناصفة التي دعا إليها الدستور".
ولتغيير هذه الرؤية الذكورية، تؤكد الرباح "على وجوب زرع التمثلات الإيجابية عن أهمية الرجل والمرأة كجسد واحد، وأن كليهما يكمل الآخر، ونبذ نظرة الصراع التي تكرسها ثقافة متخلفة تؤخر المجتمع أكثر مما تقدمه".
قد يهمك ايضا
لقاء مرتقب بين الملك محمد السادس وأعضاء لجنة النموذج التنموي
شكيب بنموسى يكشف تفاصيل حصرية عن لجنة النموذج التنموي الجديد وكيفية تكوينها