الرئيسية » ناس في الأخبار
معرض الشارقة الدولي للكتاب

الرباط -المغرب اليوم

على هامش مشاركته في معرض الشارقة الدولي للكتاب، عقد الروائي الجزائري محمد مولسهول، المشهور بياسمينة خضرا، سلسلة ندوات ولقاءات تحدث فيها عن مؤلفاته ورواياته ومواقفه.يفضل صاحب رواية “الاعتداء”، التي تحولت إلى فيلم سينمائي، مناداته باسم زوجته “ياسمينة”، وليس باسمه، ويرجع ذلك إلى أن جميع القراء يعرفونه باسم شهرته، وإلى كونه يعتز به لأنه اسم أحب الناس إليه في الدنيا، فضلا عن كونه يجد في اسم شهرته المؤنث مصدر فخر واعتزاز 

كتب الروائي الجزائري باسم مستعار خوفا من أن يمنعه الجيش الجزائري من الكتابة وهو الذي عمل في صفوفه 36 عاما، فباح بأن كتابته خلال عمله في الجيش كانت بمثابة تمرد غير مصرح به.حوّل ياسمينة تلك اللازمة الإخضاعية “لديك رأس لتضع عليه خوذة عسكرية”، التي يرددها ضباط الجيش على مسامع الجنود كل مرة، إلى لازمة إقلاعية خاطب بها نفسه هي “كلاَّ، إن لي رأسا لأفكر به”.

أَحَبَّ ياسمينة في بداياته الشعر العربي ورغب في نظمه، لكن إحباط معلميه وملاحظاتهم المدمرة للمعنويات جعلته يوقف محاولاته ويصرف النظر عنه.ولعل القدر أبى إلا أن يضع في طريقه، في المقابل، أستاذا فرنسيا كان يشجعه على الكتابة بالفرنسية، فأحبها واستسلم لإغوائها، ووقتها شعر بأن الأوان آن لمعانقة حلمه وبدء مسيرته الأدبية.

ورغم ملازمة الخوذة العسكرية رأسه، إلا أنه قرر أن يُوجِد لنفسه وقتاً للكتابة ويتجاوز الحواجز ويتحمل كل أنواع التثبيط. ولم يمض إلا وقت يسير حتى أصبحت الكتابة مدينته المحرمة التي صار فيها الرب والعبد، والملك والرعية.جعل ياسمينة من مملكته الصغيرة تلك معبدا أدبيا يعج بالأفكار القصصية، واستشعر أنه لم يكن بوسع أي قوة في العالم حرمانه من ممارسة طقوسه في تلك الفقاعة الرقيقة التي أنشأها وسط باقي الجند، فتحولت إلى مغارة يبسط فيها سطوة خيالاته متى شاء.

شكوى وعتاب
لا يُفَوِّت ياسمينة الفرصة في أي لقاء مع جمهوره دون أن يشكو ما يعانيه. يقول إنه يتلقى دوما على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي رسائل تعاطف من قرائه، ويعتبر أنه يتعرض لاتهامات باطلة ولظلم غير مفهوم ولإقصاء غير مبرر في فرنسا من قبل من يسمون أنفسهم النخبة المثقفة.

وهذا ما جعله يقرر عدم العيش في “ذلك الوسط الموبوء في الساحة الأدبية الجزائرية الفرنسية”، والاستعاضة عنه برحاب المرحبين به في المدن التي وصلت إليها ترجمات رواياته شرقا وغربا. ولا ينسى ياسمينة التذكير بإحدى أعجب المفارقات التي تشهدها مؤلفاته، وهي أنها تُبهر الصينيين واليابانيين والبرازيليين والمكسيكيين، بينما لا تجد الصدى نفسه في بلدان العالم العربي.

وحول وسائل الإعلام العربية، يقول ياسمينة إنها لا تهتم بالجديد وتتعامل معه بكثير من العدوانية وعدم الإنصاف. وهو يعتبر نفسه غير معروف جدا في العالم العربي بسبب الصحافيين العرب الذين يهاجمونه ويتهمونه بالخيانة لمجرد أنه يكتب بالفرنسية.

يقول ياسمينة إنه لا يمكنه التفاوض على هويته الشخصية ولا بيع نفسه للشيطان، وإنه يواجه من يمارسون في حقه العدوان بالابتسام في وجوههم والرد على كراهيتهم بالحب وعلى قبحهم بالجمال وعلى الإقصاء بالتشارك.

فهو يبتسم عبر الكتابة الروائية، لكن دون إلحاق الأذى بأحد، وذلك إنجاز يفوق في قيمته قيمة مؤلفاته. فإنسانية الإنسان تكمن في بقائه إنسانا حتى الممات وقدرته على العيش دون سحق الآخر، حسب ياسمينة.

وعن العشرية السوداء، يقول بأسى إنه شهد خلال عمله في وحدة محاربة الإرهاب في الجيش أهوالا عدة، فالعنف الذي حدث في الجزائر شيء يفوق بكثير ما وقع في سوريا وليبيا.

منع “الاعتداء”
خلال مناقشة أعماله مع الجمهور، اعتبر ياسمينة أن رواية “الاعتداء” هي الكتاب الذي حقق له النجاح العالمي الأكبر وأثر على كثير من القراء، وأوعز السبب في ذلك إلى كونه كتابا إنسانيا؛ فهو يضع الحياة والروح الإنسانية فوق الأيديولوجيات وفوق كل القضايا التي يخاض من أجلها الكفاح، ولا أحد له الحق أن يقول للآخر إنه ليس له الحق في الوجود. فهذا الكتاب، يقول ياسمينة، أبهر الناس الصادقين بينما أثار عقيرة “بُلهاء وجبناء”.

وسخر الروائي الجزائري من قرار الجامعة العربية التي أقدمت على منع عرض فيلم “الاعتداء” المقتبس من روايته، قائلا إن تلك هي المرة الوحيدة التي اتفق فيها العالم العربي على شيء واحد، وهو عدم السماح بعرض الفيلم في أي دولة عربية.

وفي معرض انتقاده اللاذع لبعض مظاهر البؤس الإنساني التي تسود في بلدان عربية، استهجن ياسمينة ما تتعرض له المرأة باسم الدين من إساءة وتشييء في أماكن مثل أفغانستان وسوريا والعراق، وتساءل: “كيف يعقل أن تصل أمم إلى الجانب الآخر من النظام الشمسي، بينما ينحصر هم بعض مدعي حماية الدين في الدعوة إلى تغطية النساء؟”.

ويقول ياسمينة إنه يحترم المرأة جدا، فهو رفع زوجته فوق مقام الرجال بعدما جعل كتبه تحمل اسمها. فلا يمكن للعالم العربي أن يقلع وينهض أبدا دون المرأة.

مذهب سيزيف
يعتبر ياسمينة أن الكتابة مثل قصة صخرة سيزيف، وأن التحرر الحقيقي هو ألا تصل أبدا. فحين يشعر الكاتب بأنه وصل إلى الذروة، يكون قد خَطَّ نهايته بنفسه، لكنه يُقرُّ رغم قناعته هذه بأنه يحب قراءة مؤلفاته ويصرح علنا بإعجابه بنفسه!

وبالنسبة له، كل كاتب له تعريفه الخاص لمذهبه الأدبي. فليس هناك تعريف عام مشترك لمذهب الكاتب الروائي؛ إذ إن كل واحد يخوض غمار الكتابة بطريقه الخاص. فالكتابة نوع من أنواع الابتكار والإبداع الفني في الأدب، هي ابتداع الكاتب أسلوبه المميز في نحت الكلمات والعبارات ورسم العوالم والصور.

ولا يرى ياسمينة في رواياته سيرا ذاتية، وهو يفضل ابتداع شخوص رواياته وعدم تقمص أي منها، ولذلك يحبذ غالبا البقاء خارج شخوص مؤلفاته. ويقول إنه يكتب عندما يكون بحاجة إلى فهم شيء ما؛ فهو يتعلم من خلال الكتابة.

يفرح ياسمينة بترحيب جمهوره المتنوع من القراء ويفخر بذلك، ويقول إن له قراء متنوعين من مختلف الفئات العمرية والعلمية، من بينهم مثقفون وحائزون على جوائز نوبل، مثل غابرييل غارسيا ماركيز. كما يعتبر أن الناس قادرون على فهم العمل الأدبي أيا كان، بصرف النظر عن ثقافتهم أو بلدهم.

قد يهمك أيضاً :

بدء معرض الشارقة للطوابع البريدية في أجواء احتفالية في عيده العاشر

تعرّف على تفاصيل الدورة الـ39 من معرض الشارقة للكتاب

   

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الملك محمد السادس يُعزي العاهل السعودي في وفاة شقيقته…
جورج كلوني يشيد بالرئيس جو بايدن بسبب انسحابه من…
الملك تشارلز الثالث يتعرض لموقف محرج خلال افتتاحه معرضا…
تداول فيديو لقاسم سليماني يتجول في قصر صدام حسين
المغربي أنور الغازي يبترع ب500 ألف يورو لأطفال غزة…

اخر الاخبار

البرازيل تكشف عن خريطة عالمية تتضمّن المملكة المغربية بالكامل…
نتنياهو يُعلن عدد الرهائن المُحتجزون داخل قطاع غزة ويُؤكد…
الحرس الثوري الإيراني يُعلن إعتقال 12 عميلاً إسرائيلياً في…
غوتيريش يحذر من مخاطر تحويل لبنان إلى غزة أخرى

فن وموسيقى

حميد الشاعري يتنازل عن بصمة صوته لتقديم أغانٍ جديدة…
احتفاء بفيلم "رحلة 404" لمنى زكي عقب ترشحه للأوسكار
منى زكي تُعبر عن سعادتها الكبيرة بترشيح فيلمها "رحلة…
سميرة سعيد تؤكد أن ألبوم قويني بيك من أحلى…

أخبار النجوم

فيلم نادر يكشف سراً عن منى زكي
أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
حميد الشاعري يتنازل عن بصمة صوته لتقديم أغانٍ جديدة…
الفنان عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

رياضة

حكيم زياش يحذف تدوينته المنتقدة للحكومة المغربية
حكيم زياش ينتقد المغرب والدول التي تدعم الإبادة الجماعية…
هاري كين وجريزمان يتنافسان على جائزة لاعب الجولة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة

صحة وتغذية

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة…
عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن
جدري القردة يُؤجل النسخة الرابعة من المؤتمر الدولي للصحة…

الأخبار الأكثر قراءة

الملك تشارلز الثالث يُدين أعمال الشغب الأخيرة في بريطانيا…
النني يعتذر للجمهور المصري بعد الخسارة بسداسية أمام المغرب
كريستيانو رونالدو يُودع صديقه بيبي برسالة مؤثرة بعد اعتزاله…
الفنانين المغاربة يشيدُون بالعداء محمد تيندوفت بعد حصوله على…
فندق فرنسي فخم يعتذر لسيرينا وليامز بعد منعها من…