الرباط ــ المغرب اليوم
دخلت أزمة الريف والحراك شهرها السابع ولا تزال تعصف بالعديد من الملفات التي أصبحت تشكل عنوانًا بارزًا للأزمة التي أدخلت الرباط والمنطقة في نفق مظلم يصعب التكهن بتبعاته المستقبلية ولا بالكلفة السياسية التي سيكون على صانع القرار السياسي دفعها، حيث انفجرت يوم السبت الماضي أزمة جديدة على خلفية الحراك والصراع الدائر في الريف بعد بلاغ وزارة الخارجية المغربية، الذي يطالب بتوقيف نشاط البرلماني السابق واللاجئ في هولندا سعيد شعو، على خلفية تحرّكه الداعم لحراك الريف واتهامه بالاتجار في المخدرات، قبل أن تتلقّى الرباط مفاجأة من وزارة العدل والخارجية الهولندية برفض طلب تسليم شعو أو وقف نشاطه، حيث لم يعد أحد يسمع عن سعيد شعو قبل أزمة حراك الريف، والذي غادر المغرب منذ سنة 2010، بعد صدور مذكرة بحث عنه في إطار ما أثير حول وجود ملف مخدرات تورط فيه إلى جانب بارون المخدرات السابق الزعيمي، قبل أن يعود هذا الرجل المثير للجدل للواجهة عبر بلاغ وزارة الخارجية، الذي طالب بوقف نشاطه وتسليمه إلى الرباط في إطار البحث عنه على خلفية اتهامه بالاتجار في المخدرات، وهذا ملف معروف منذ 2010، تاريخ مغادرته للمغرب، لكن الرجل بدأ يتحرك في إطار مخطط يهدد الاستقرار في المنطقة، واستطاع على مدى السنوات الأخيرة تكوين قاعدة من الأنصار داخل دياسبورا الريفية المهاجرة في أوروبا، بل إن شعو بدأ يعمل صراحة على إيجاد مجلس تأسيسي على شاكلة برلمان منفى، يقود إلى ما يعتبره ضروريًا في صراعه السياسي مع الرباط وتأسيس جمهورية في الريف، لعل تمدد هذه المطالب، وتحرك الرجل وسط دياسبورا الريفية في وقت توجد فيه المنطقة في حالة اضطراب، على خلفية صراع مفتوح، هو ما يقلق صانع القرار في الرباط. ويُذكر أنّ بلاغ وزارة الخارجية السبت الماضي، لفت إلى أنّ الرباط ذهبت مباشرة إلى البعد السياسي في تحرّك الرجل، وهو اتهامه بأنه يسترزق بالاضطرابات، في إشارة إلى دخول الرجل على خط الأزمة في الريف، حيث كانت بعض المصادر قد أشارت إلى أن شعو حاول مرارًا إقناع زعيم حراك الريف ناصر الزفزافي برفع سقف مطالبه الاجتماعية إلى مطالب سياسية واضحة، تؤدي إلى الاعتراف في البداية بهوية خاصة بالمنطقة، وبعد ذلك التعامل على هذا الأساس من أجل بلورة مطالب سياسية تطرح إمكانية إعادة التفاوض مع الرباط لإعطاء المنطقة حكمًا ذاتيًا، لا بدّ أن يقود، حسب شعو، إلى استقلال المنطقة على المدى البعيد. وكان شعو قد قال في تصريح سابق للصحافة الهولندية إنّ حراك الريف لا يمكن أن يتفاوض بشأنه إلا مع الملك مباشرة، باعتبار أنّ المفاوضين الذين تم إسالهم من قبل الرباط لا يملكون سلطة القرار لحل الأزمة أو إعطاء حلول وأجوبة للشباب الثائر في الريف، وأنّ شخص الملك هو الوحيد الذي يملك السلطة بالمغرب.
ولم يؤدّ تحريض شعو للزفزافي وأنصاره لأي اختراق في المنطقة، هذا بتصريح الزفزافي نفسه، الذي طالب شعو وأطرافًا أخرى ترغب في الدخول على خط الأزمة في المنطقة بالبقاء بعيدًا، وترك المطالب الاجتماعية هي أساس الحراك في المنطقة، وهو ما يزيد من التساؤل حول خلفية تحرك الرباط ضد سعيد شعو، وتحويله إلى عنوان أزمة ديبلوماسية مع أمستردام.