الرباط - المغرب اليوم
فرض المغربي منير المحجوبي، وجوده بشكل بارز خلال الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة، بعدما لفت الأنظار إليه بقيادته المتميزة للحملة الرقْمية لماكرون، وقد تتوجه إليه هذه الأنظار ليكون حاملا لإحدى الحقائب الوزارية في الحكومة الفرنسية المقبلة. وعين المحجوبي البالغ من العمر 33 سنة، في شباط/فبراير 2016، على رأس المجلس الوطني الرقمي. وبعد 11 شهراً، انضم إلى حركة ماكرون.
وذكرت صحيفة الهافنغتون بوست، أنه حينما كان عمر المحجوبي 27 سنة، عارض تنصيب الاشتراكي باتريك بلوش على رأس إحدى الدوائر الانتخابية. مما أدى إلى حصول مواجهة بين ممثل الحزب الاشتراكي والمحجوبي. وقال أحد أصدقائه "طموح المحجوبي هو الذي جعله يتفوق على منافسيه من الشباب، وهو أيضاً ما جعله اليوم يحظى بمكانة كبيرة في حركة
"إلى الأمام".
وأطلق منير المحجوبي العديد من الشركات الناشئة، ومن ثم تولّى إدارة الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، على مواقع التواصل الاجتماعي. أما سنة 2007، ساهم المحجوبي في وضع أسس معهد الدراسات السياسية بباريس. وعندما كان يبلغ من العمر 23 سنة، فاز في مسابقة نظمها مكتب الطلاب. وفي نفس السنة، كُلّف المحجوبي بتأسيس الاستراتيجية الرقمية للمرشحة "سيغولين رويال" مع ابنها، توماس هولاند. وخلال سنوات دراسته الثانوية، انتسب منير المحجوبي إلى الحزب الاشتراكي في حين كان يتفاوض مع إحدى شركات الإنترنت على العمل بدوام جزئي، لكي يتمكن من دفع رسوم دراسته.
ونظراً إلى الموهبة الفذة التي كان يمتلكها في مجال التكنولوجيا، استطاع منير المحجوبي الحصول على العديد من عقود العمل بدوام كامل ودوام جزئي، في العديد من شركات الإنترنت الفرنسية. وفي سنة 2007، صرّح خلال حوار أجراه مع صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية أنه يحلم "أن لا تكون هناك محاكم في فرنسا، وأن تتصالح فرنسا مع مؤسساتها". ويصف الأشخاص الذين يعرفون منير المحجوبي أنه "متحدث فصيح"، فضلاً عن أنه يمتلك ملامح المرارة مثل تلك التي يتسّم بها باتريك بلوش، وفكاهة سلفه في المجلس الوطني الرقمي، "بنوا تليين"، وحماسة رجل الأعمال "غاي مامو ماني".
وأشاد رئيس اتحاد الشركات الرقمية بحس التطوع الذي يتمتع به المحجوبي، إذ أنه يقول إنه تمكّن من تعلّم الكثير من الأشياء خلال الفترة القصيرة، التي قضاها في أروقة المجلس الوطني الرقمي. ومن خلال تقديم استقالته من المجلس، أظهر الصدق الفكري النادر الذي يتمتع به. ويقول المحجوبي أنه تعلم "الصدق" و"الحماس"، و"حب العمل" من والديه اللذين هاجرا من المغرب إلى فرنسا خلال السبعينيات. وعمل أبوه كعامل في طلاء المنازل، أما أمّه فقد عملت كمعينة منزلية ليتمكّنا من تربيته وتأمين مصاريف رعايته، لذلك يشعر منير المحجوبي أنه مدين لوالديه بكل النجاح الذي حققه في حياته.