الرباط - المغرب اليوم
تفاعلاً مع مضامين خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لوصوله إلى سدة الحكم في يوليوز 1999، اعتبر القيادي في حزب التقدم والاشتراكية والوزير السابق مولاي إسماعيل العلوي أن "الملك كان صريحاً ووضعَ الأصْبُعَ على مكامن الخلل في خطابٍ يرتكز في قاموسه على عبارات مُشبعة بروح التفاؤل"، مؤكداً مقابل ذلك أنه "كان ينتظرُ صُفحاً ملكياً على معتقلي الريف القابعين في سجون المملكة".
وقال السياسي اليساري الذي يُوصف بـ"حكيم حُكماء حزب علي يعتة"، في تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية، إنه "لمس ارتسامات إيجابية في خطاب العرش الأخير، تدعو إلى التفاؤل؛ خاصة في الجانب المتعلق بدعوة الملك الحكومة الحالية إلى أن تقوم بدورها في تدبير الشأن العمومي وأن تضْطلع بمهامها الدستورية وأن تسْتَجيبَ لتطلعات المواطنين"، وأضاف: "هذا يعكسُ دعوة الملك الحكومة إلى ممارسة فعلَ الحكم في نطاق ما يخوله لها الدستور".
وزاد المسؤول السياسي البارز أن "جرعة الانتقادات زادت في خطاب العاهل المغربي مؤخراً، حيث بدا يظهرُ كمنتقد للوضع وللواقع المعاش، مُحاولاً أن يوجه عملَ الأحزاب والحكومة لإيجاد الطريق الصحيح نحو البناء الديمقراطي"، مضيفاً أن "الأحزاب أصبحت معنية أكثر من أي وقت مضى بسهام النقد التي باتت تلاحقها من قبل المواطنين والخطب الملكية".
وضمن السياق نفسه سجّل مولاي إسماعيل العلوي أنه "كان ينتظرُ صفحاً ملكياً على كل الأشخاص المعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة"، في إشارة إلى المتابعين على ذمة "حراك الريف"، وقال: "كانت الآمال كبيرة في هذا الخطاب الملكي بأن تعمَّ الأفراح في كل أرجاء المملكة بإعلان الصفح الذي كان سيرفعُ حماسنا أكثر ويغذي التفاؤل فينا".
وأضاف المتحدث ذاته: "قرار الصفح الملكي كان ينتظره المغاربة بفارغ الصبر؛ ليكون بمثابة انطلاقة جديدة من أجل استرجاع الثقة التي أصبحنا نفتقدها اليوم"، وزاد: "هناك مئات الأطر والمهندسين الذين يغادرون أرض الوطن بحثاً عن فرص حياة جديدة، وهناك خصاص مهول في الأطباء واحتقان كبير". وأمام هذا الانسداد، يقول العلوي، "فإننا نترقب تدخلا ملكياً لإرجاع الأمور إلى نصابها".
وكان الملك محمد السادس أكد في خطاب العرش الذي وجهه إلى الأمة من مدينة الحسيمة أن "المغاربة الأحرار لا تؤثر فيهم تقلبات الظروف، رغم قسوتها أحيانا، بل تزيدهم إيمانا على إيمانهم، وتقوي عزمهم على مواجهة الصعاب، ورفع التحديات"، مضيفا أن "الخاسر الأكبر من إشاعة الفوضى والفتنة هو الوطن والمواطن، على حد سواء".
وقال الملك: "إني واثق أنهم لن يسمحوا لدعاة السلبية والعدمية، وبائعي الأوهام، باستغلال بعض الاختلالات للتطاول على أمن المغرب واستقراره، أو لتبخيس مكاسبه ومنجزاته، لأنهم يدركون أن الخاسر الأكبر من إشاعة الفوضى والفتنة هو الوطن والمواطن، على حد سواء"، وأضاف: "سنواصل السير معا، والعمل سويا، لتجاوز المعيقات الظرفية والموضوعية، وتوفير الظروف الملائمة لمواصلة تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية، وخلق فرص الشغل، وضمان العيش الكريم".