الرئيسية » ناس في الأخبار
المحلل السياسي، عبد اللطيف الحناشي

الرباط - المغرب اليوم

أصدر المؤرخ والمحلل السياسي، عبد اللطيف الحناشي، كتابًا بعنوان " الدين والسياسة في تونس والفضاء المغاربي، بين الإرث التاريخي وإكراهات الواقع"، إذ يعرف هذا العمل، الصادر عن دار "سوتيميديا التونسية"، بالحركات السياسية ذات المرجعية الإسلامية في تونس وبعض دول المغرب العربي من زوايا متعددة.

ويستعرض من خلاله الكاتب مواقف تلك الأحزاب وأفكارها، وعلاقاتها فيما بينها ومع الأطراف السياسية الأخرى داخليًا وخارجًا، مع التركيز على طبيعة التحولات التي عرفتها تلك الحركات وحدودها وآفاقها وانعكاساتها المختلفة على الأوضاع العامة في تونس والمنطقة المغاربية.

ويعتبر الحناشي أن إشكالية علاقة الدين بالسياسة أو السياسة بالدين لم تكن "حكرًا" على الفضاء العربي الإسلامي، بل هي إشكالية شهدتها بقية الفضاءات الحضارية "الأوروبية تحديدًا" الأخرى، كما يرى أن بعض الشعوب الأوروبية وغيرها "من ذلك بعض الدول الإسلامية كتركيا وإندونيسيا وماليزيا"، تمكنت من حسم الأمر بعد نقاشات وصراعات فكرية وسياسية طويلة، بل أحيانًا عقب حروب أهلية عكس المنطقة العربية التي لم تتمكن إلى حد الآن، لأسباب مختلفة ذاتية وموضوعية، من الحسم في هذه الإشكالية وظلت تجتر المقاربات نفسها، التي عرفتها الساحة الفكرية منذ عصر النهضة في المجال العربي.

وتجددّ النقاش بعد نشوء الدولة العربية الحديثة، وتكرر طرح المسألة بقوة بعد التحولات التي عرفتها بعض الدول العربية بعد الانتفاضات، وما أفرزته من تحولات سياسية في إطار مراحل الانتقال الديمقراطي.

ويبين عبد اللطيف الحناشي كيف أن المسألة اتخذت طابعًا خلافيًا حادًا، أحيانًا، في منطقة المغرب نتيجة تعدد الأحزاب العلمانية والأحزاب والمجموعات ذات المرجعية الإسلامية، خاصة بعد تصدر بعضها المشهد السياسي وتحولها كأحد أبرز مكوناته وتأثيرا في مساراته، كحزب العدالة والتنمية في المغرب وحزب النهضة في تونس، واعتبر أنه رغم أن البعض رأى في هذا التحول تجربة مميزة وفريدة في العالم العربي، غير أن حضور تلك الأحزاب ومشاركتها السياسية في السلطة أزعج قطاعًا عريضًا من النخبة السياسية والثقافية المغاربية لأسباب أو لأخرى.

ويرى الحناشي أن نجاح التجربة الديمقراطية في تونس تحديدًا، مرتبط أشد الارتباط بمشاركة فعالة وناجعة للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية الوسطية التي بإمكانها المساهمة في تصحيح “العلاقة المعيارية ما بين الدين والسياسة، أي الدين والديمقراطية، وإطارها العلماني، الذي من دونه لن تكون ديمقراطية، حقيقية غير أن ذلك مرتبط، في تقديره، أشد الارتباط، بضرورة تجديد خطاب الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية لخطابها وأن تتحول الديمقراطية، قيمًا ومبادئ وممارسة، لديها إلى قناعة راسخة وخيارًا استراتيجيًا وليس وظيفيًا لمرحلة عابرة.

ويتطلب الأمر من الأطراف الأخرى، أيضًا، التكيف بدورها والقيام بمراجعة عميقة لبعض من أفكارها وسلوكها السياسي قبل الثورة وبعدها، وفهم الواقع بمختلف أبعاده حتى تتمكن من تغييره نحو الأفضل.

ويشتمل كتاب “الدين والسياسة في تونس والفضاء المغاربي، على قسمين، جاء الأول بعنوان "ظاهرة الدين والسياسة في تونس"، حيث يهتم الكاتب في الفصل الأول منه بحضور الدين في الفضاء العام، ويخصص الفصل الثاني للتعريف بالأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في تونس السلفية منها والوسطية، ثم حلل برامجها ونشاطاتها ومواقفها والعلاقات في ما بينها ومع الأحزاب المدنية، أما الفصل الثالث، فيتعرض فيه الكاتب لأهم مظاهر الحضور الشيعي في تونس وحدوده، ويخصص الفصل الرابع لعرض وتحليل التحولات الفكرية والسياسية التي عرفها حزب حركة النهضة قبل الثورة.

ويهتم القسم الثاني من هذا الكتاب، بقضايا الدين والسياسة في الفضاء المغاربي، حيث يعالج الكاتب في الفصل الأول مسألة "السلفية المستنيرة" في المغرب العربي، معتبرًا الشيخ عبد العزيز الثعالبي أحد أبرز رواد هذا الاتجاه الفكري والسياسي الذي عرفته المنطقة زمن الاحتلال، ويهتم الحناشي في الفصل الثاني بتحديد مفهومها ومظاهر تطورها ورصد وحلل أفكار ومواقف السلفية العلمية غير العنيفة في الفضاء المغاربي، ونظرة بعض الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية لها، ويعالج الكاتب في الفصل الثالث، مستقبل الاتحاد المغاربي في ظل حكم الإسلام السياسي.

ويبحث الكاتب في الفصل الرابع في تطور حركة الإخوان المسلمين في ليبيا، أما الفصل الخامس، فقد سلط فيه الضوء على انتشار المنظمات الإسلامية في فرنسا ومختلف مراجعها الفكرية، ويختم الكاتب هذا الإصدار بمجموعة من المصادر والمراجع التي اعتمدها في بحوثه وتحاليله للوضع السياسي الراهن والحقل الديني في تونس والمغرب العربي، ويطرح تساؤلات بشأن مدى فاعلية وجود أحزاب ذات مرجعية إسلامية في الاستقرار السياسي وتحقيق التقدم الاقتصادي لشعوبها.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

قنصلية الرباط في باريس تختضن ندوة حول الصحراء المغربية
الرئيس الغامبي يحل في المملكة المغربية لقضاء جزء من…
الرئيس الفرنسي وزوجته يزُوران ضريح الملك محمد الخامس
الملك محمد السادس يُقيم مأدبة عشاء رسمية على شرف…
طلاب فلسطنيون يشيدون بدعم الملك محمد السادس للتعليم في…

اخر الاخبار

إنعقاد المؤتمر الدولي بالداخلة حول "المبادرة المغربية للحكم الذاتي
وزير الداخلية المغربي يدعو إلى التصدي للنقل "غير القانوني"…
رئيس الحكومة المغربي والشيخة المياسة يفتتحان منتدى الأعمال القطري…
إرسال دفعة إضافية من المساعدات المغربية إلى مدينة فالنسيا…

فن وموسيقى

حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…

أخبار النجوم

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
أشرف عبدالباقي يعود للسينما بفيلم «مين يصدق» من إخراج…
أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

رياضة

محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

صحة وتغذية

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…

الأخبار الأكثر قراءة

الملك محمد السادس يبعث برقية تعزية ومواساة إلى أسرة…
الأمير هشام يشكر الملك محمد السادس لمساعدته في إجلاء…
مهرجان فيلم المرأة في سلا يُكرّم سعدية لديب والغنانة…
إيلون ماسك يثير جدلًا واسعًا بعد تعليقه على محاولة…
الملك تشارلز يعايد الأمير هاري بيوم ميلاده رغم توتر…