الرباط -المغرب اليوم
اعتبر البرلماني الشاب عبد المجيد الفاسي، أن اللائحة الوطنية للشباب كان لها وقع كبير على التجربة البرلمانية خلال الولايتين الأخيرتين، وذلك من حيث طرح الأسئلة والجرأة في الكلام وخلق ديناميكية جديدة ومتابعة القضايا الراهنة للبلاد.وعبر الفاسي في حوار مع جريدة “العمق”، عن أسفه لدفن الحكومة لهذه اللائحة التي مكنت الشباب من تقييم السياسات العمومية ومراقبة مختلف مراحل التشريع، مبرزا أن الفريق الاستقلالي دافع بشدة على استمرار تمثيلية الشباب وإدماج الجالية المغربية في الخارج داخل قبة البرلمان.
وفي تعليقه على تسيير حزب العدالة والتنمية لمدينة فاس، أكد الفاسي أن “التجربة لم تكن في مستوى تطلعات الساكنة، فالجهة تتخبط في ركود اقتصادي مقلق وهناك بطء في تنزيل المشاريع الإستراتيجية والمُهيكلة للمدينة”، وفق تعبيره.وفي هذا الصدد، أبرز أنه يريد خوض معركة الانتخابات البرلمانية المقبلة بدائرة فاس الشمالية، لكي يساهم في تقوية وتوحيد صفوف الحزب في الاستحقاقات البرلمانية بفاس، مضيفا أن “إذا كان منطقيا أن الطموح الشخصي وحده غير مرغوب فيه؛ فيجب أن يكون الطموح في خدمة المواطنين، وهذا طموحي من أجل تنمية ساكنة فاس والنهوض بأوضاعها”.
وفي مايلي نص الحوار كاملا:
– كيف تقيّم حصيلتك خلال هذه الولاية التشريعية؟
هذه الولاية التشريعية كانت فرصة سانحة لكسب تجربة المساهمة في العديد من الأنشطة البرلمانية ذات الطابع الجهوي والمحلي والمشاركة في المهمات الاستطلاعية واللجان الموضوعاتية التي تعطي صبغة محلية وترابية للعمل البرلماني. أيضا كمنسق الفريق الإستقلالي بلجنة التعليم والثقافة والإتصال دافعت باستماتة على مصالح المواطنين مثلا في ملف الأساتذة المتعاقدين، أو في موضوع مجانية التعليم في قانون الإطار للتربية و التكوين التي كانت مهددة من طرف الحكومة.
– هل استطاعت لائحة الشباب أن تعطي دفعة للمشهد السياسي؟
يمكنني القول إن اللائحة الوطنية للشباب كان لها وقع كبير على التجربة البرلمانية خلال الولايتين الأخيرتين، وذلك من حيث طرح الأسئلة والجرأة في الكلام وخلق ديناميكية جديدة ومتابعة القضايا الراهنة للبلاد والمشاركة في اجتماعات اللجن وحضور نائبات ونواب اللائحة الوطنية الفعال في الترافع حول هموم الشباب على جميع الأصعدة.
كما كان للنائبات والنواب الشباب حضور قوي على مستوى الدبلوماسية البرلمانية للدفاع عن الوحدة الترابية وتبادل التجارب في العمل البرلماني الشبابي.فاللائحة الوطنية أعتبرها كانت بمثابة تجربة على تحمل المسؤولية التشريعية والتمثيلية من أجل العبور إلى ساحات التنافس الانتخابي بالدوائر التشريعية المحلية، ومكنت هذه الآلية الدستورية الشباب من تقييم السياسات العمومية ومراقبة مختلف مراحل التشريع.
– ما تعليقك على حذف اللوائح الوطنية وتعويضها بلوائح جهوية؟
أولا يجب التذكير أن اللائحة الوطنية جاءت في ظروف استثنائية استجابة لمطالب الشباب المغربي بعد “الربيع الديمقراطي” لتمكينه من المساهمة في العمل التشريعي والتعبير عن مطالبه السياسية والاجتماعية والحقوقية والثقافية من داخل المؤسسات المنتخبة وعلى رأسها البرلمان.
وهنا دافع الفريق الاستقلالي بشدة على استمرار تمثيلية الشباب وإدماج الجالية المغربية في الخارج داخل قبة البرلمان، لكن مع الأسف الحكومة دفنت هذه الآلية.والآن المسؤولية موضوعة على عاتق الأحزاب السياسية لترشيح الشباب في الدوائر المحلية من أجل إشراكهم بشكل واسع في الحياة السياسية ومعالجة مشاكل هذه الفئة عن قرب والتعبير عن همومها بكل موضوعية ووضوح.
– ما هي برأيك العوائق التي تحول دون وصول الشباب إلى المناصب القيادية؟
أعتقد أنه من بين العوامل الرئيسية التي تعيق وصول الشباب إلى المناصب القيادية هو ضعف الديمقراطية الداخلية في بعض الأحزاب وغياب الشفافية في تطبيق المساطر التي تجعل الشباب المغربي لا يتق في صدقية الأحزاب و قدرتهم على جعل التغيير ممكن.
– باعتبارك أحد أبناء مدينة فاس، كيف تقيم وضع المدينة منذ فقدانها لصالح العدالة والتنمية، وهل ترى أن الحزب بات مطالبا بترشيح شباب من أجل التنافس على قيادة المدنية؟
التناوب هو شيء طبيعي في كل الديمقراطيات الحديثة و لكن يبدو لي أن تجربة العدالة والتنمية محليا لم تكن في مستوى تطلعات الساكنة، فالجهة تتخبط في ركود اقتصادي مقلق وهناك بطء في تنزيل المشاريع الإستراتيجية والمهيكلة للمدينة، لذلك أظن أن ساكنة فاس منفتحة ومستعدة لتغيير إيجابي له وقع ملموس على حياتها اليومية، فحزب الإستقلال يعمل جاهدا لكي يكون دائما على حسن ظن المواطنين.
– كيف ترى حظوظ حزب الاستقلال في الانتخابات المقبلة، سواء بصفة عامة، وكذا على مستوى مدينة فاس؟
حظوظ الحزب وافرة بمؤهلاته البشرية القوية، بتجربته على الصعيدين الجماعي والبرلماني، وكذلك على المستوى الحزبي حيث مدينة فاس كانت دائما رقم وازن في الحزب، ولا يمكن أن نضحي بتاريخ حزب الاستقلال بالمدينة.فالفوز لن يكون إلا بوحدة الصف، قيادة ومناضلين، من أجل العمل الصادق في خدمة المواطنين. في هذا الإطار أريد الخوض في معركة الانتخابات البرلمانية المقبلة بدائرة فاس الشمالية، لكي أساهم في تقوية وتوحيد صفوف الحزب في الاستحقاقات البرلمانية بفاس.
إذا كان منطقيا أن الطموح الشخصي وحده غير مرغوب فيه؛ فيجب أن يكون الطموح في خدمة المواطنين، وهذا طموحي من أجل تنمية ساكنة فاس والنهوض بأوضاعها.فلي كل الثقة أن حزب الإستقلال سيطبق على أرض الواقع ما يقوله في خطابه وأن يظهر إرادة حقيقية في دعم شبابه المناضل مع وضع ثقته الكاملة في قدراته ومنحه فرصة جادة لتكون بداية الطريق للممارسة البرلمانية الشبابية على المستوى المحلي.
قد يهمك ايضا
الأمين العام لـ"الاستقلال المغربي" يُطلق حملة لتغيير قوانين الانتخابات التشريعية
نزار بركة يستبعد وصل الاقتصاد المغربي إلى مرحلة "السكتة القلبية