الجزائر - ربيعة خريس
أشاد رئيس لجنة الشؤون الخارجية لمجلس فدرالية روسيا، زياد سبسبي، أمس الخميس، بموقف الجزائر من الأزمة السورية، ووصف موقفها بـ"الحكيم و الرصين". وقال المتحدث، في تصريحات صحافية أدلى بها على هامش مائدة مستديرة حول سورية، عقدت مساء أمس الخميس في روسيا، "أود أن أعرب عن امتناني للجزائر وللشعب الجزائري على الموقف الحكيم والرصين المعتمد إزاء المسألة السورية". ونوَّه زياد سبسبي بالطرح الجزائري فيما يتعلق بتسوية النزاعات والقائم على مبدئي الحوار والتسوية السياسية.
وكان وزير الشؤون المغاربية الجزائري، عبد القادر مساهل، قد أكد خلال أشغال الدورة الرابعة لمنتدى الأعمال العربي-الروسي الذي نظم في بداية فبراير / شباط الحالي في أبو ظبي أن "الجزائر تأمل في إحلال الأمن و السلم في هذا البلد بواسطة حل سياسي يجمع السوريين حول أرضية وفاق تسمح لهم بتوحيد صفوفهم في وجه التنظيمات الإرهابية المقيمة في سورية". وقال مساهل حينها إن "الجزائر وعلى ضوء التطورات السريعة في سوريا تأمل في أن تفضي مفاوضات أستانة الى تسوية نهائية لهذه الأزمة التي قوضت البنى".
وتعتمد الجزائر على مقاربة سياسية واضحة لحل النزاعات الداخلية التي تتخبط فيها عدد من الدول كمالي وسورية وليبيا، فهي دائما تلح على ضرورة انتهاج مبدأ المصالحة الداخلية، بعيدا عن أي تدخل أجنبي في هذه المناطق لأنه سيزيد الأمور تعقيدا. وحققت الحركة الدبلوماسية الجزائرية، أخيرا، العديد من الإنجازات إقليميا ودوليا، من خلال تمسكها بثوابتها السياسية الخارجية، ومن بين الأزمات التي تدخلت سياسيا في حلها، قضية مالي حيث استطاعت الوصول إلى اتفاق سلام تاريخي بين الفرق المالية، عندما تولّت قيادة فريق الوساطة الدولية، إضافة إلى سعيها للمساهمة في تحقيق مصالحة وطنية في ليبيا، واستضافتها أكثر من جولة حوار بين الفرقاء ونجحت في حشد الدعم لحكومة الوفاق الوطني. ولا زالت تونس، تقر بفضل الدبلوماسية الجزائرية التي رافقتها منذ 2011 والتي ما انفكت تقدم الدعم للحكومات المتعاقبة من خلال المساعدات والنصيحة والتنسيق الأمني.