الرباط ـ المغرب اليوم
أقْدمت السلطات الجزائرية على سحب مجموعة من الكتب والقواميس التي ألّفها كُتاب مغاربة من الصالون الدولي للكتاب، الذي تُنظمه وزارة الثقافة بقصر المعارض في الجزائر العاصمة، بسبب احتوائها على ما أسمته بـ "الخرائط الممنوعة" التي تخص موضوع الصحراء المغربية.
وأعلنت مصالح الجمارك في الدولة الجزائرية عن مصادرتها لهذه الكتب المغربية، التي "تسيء لقضية الصحراء بفعل المعلومات المغلوطة التي تحتوي عليها"، وفق تعبير المسؤولين؛ الأمر الذي أثار استياء العديد من الهيئات الحقوقية والعارضين أيضا في الصالون الدولي للكتاب، الذي افتتحت فعاليات النسخة السادسة والعشرين منه يوم 26 أكتوبر الماضي وتتواصل إلى غاية 10 نونبر الجاري.
ودأبت السلطات الجزائرية على سحب الكتب التي تحتوي على خريطة المملكة طيلة دورات المعرض الدولي، لأن هذه الخرائط تزعج جنرالات الجيش في الجارة الشرقية، فضلا عن المضايقات والتعسفات غير القانونية التي تقوم بها المصالح الأمنية تجاه الكتّاب المغاربة؛ ما يعكس العداء الشديد الذي يكنّه "قصر المرادية" للوحدة الوطنية، لا سيما أنه لا يفرّق بين الأمور الثقافية والسياسية.
وقال بوزيد دحية، رئيس مفتشية مصالح الجمارك الجزائرية، خلال البرنامج الصباحي "قهوة وجرنان" الذي تبثه قناة "النهار" الجزائرية، إن "السلطات الوطنية قامت بحجز مجموعة من القواميس التي تعود إلى المملكة المغربية، بسبب احتوائها على خرائط ممنوعة بالبلد".
وأضاف المسؤول الحكومي، الذي كان يتحدث عن قائمة الكتب المحظورة بالصالون الدولي للكتاب، أن "هذه القواميس مُنعت لأنها تقول إن الصحراء الغربية موجودة في المغرب؛ لذلك قررنا سحبها تطبيقا لمبدأ المعاملة بالمثل"، في رد مباشر على وزارة الثقافة والاتصال التي قامت بمنع كتاب "المغرب العربي: الأمل الضائع" لمحيي الدين عميمور، وزير الثقافة الجزائري السابق، خلال الدورة الرابعة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي احتضنته مدينة الدار البيضاء في فبراير الماضي.
جدير بالذكر أن الصالون الدولي للكتاب بدولة الجزائر دائما ما تُوجه إليه الكثير من الانتقادات، نتيجة الحملة الشرسة التي تشنها السلطات الأمنية على جميع الكتب التي تخالف التوجهات الرسمية للحكومة، لا سيما الكتب المغربية، رغم أنها لا تمس بالهوية الجزائرية؛ ما يعكس غياب حرية التعبير بالجارة الشرقية الذي تشير إليه جميع التصنيفات الدولية بهذا الخصوص.