الرباط - المغرب اليوم
حَسمت مصر بشكل رسمي موقفها تجاه عودة المملكة المغربية إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي، عقب قبول عضويته رسميا في ضمن أشغال القمة الـ28 لقادة دول ورؤساء حكومات بلدان الاتحاد في أديس أبابا، على أن موقفها كان وما زال داعما، بخلاف التقارير التي لمحت إلى أن الموقف المصري يبقى غامضا بمبررات متعددة، تتعلق بموقفهاا من قضية الصحراء ومحاولة التقرب إلى الجزائر، المعادية للمساعي المغربية.
الموقف الرسمي المصري جاء عن طريق التمثيلية الدبلوماسية للقاهرة في الرباط؛ فقد أكد أحمد إيهاب جمال الدين، السفير المصري في المملكة، إن بلاده كانت في طليعة الدول التي ساندت "العودة التاريخية للمغرب إلى الأسرة المؤسسية الإفريقية، واعتماد عضوية المغرب في الاتحاد الإفريقي يوم 30 يناير 2017".
وأضاف السفير المصري أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعرب، "في الخطاب الذي وجهه سيادته إلى رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي في 16 نوفمبر الماضي، عن ترحيب وموافقة مصر على الطلب المقدم من المملكة المغربية للانضمام إلى الاتحاد الإفريقي".
وفيما لوحظ أن مصر اختارت عبارة "عودة" المغرب، التي تتماشى مع السياق المغربي الرسمي، عوضا عن "الانضمام" الذي تشدد عليه الجزائر في التعبير عن عدائها للتحرك المغربي الجديد ضمن منظمة الاتحاد الإفريقي، قال السفير المصري إن السيسي أبرز أن المغرب "هو إحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية عام 1963 وأن مصر تتطلع أن تمثل هذه الخطوة نقطة تحول إيجابية على مسار العمل الإفريقي المشترك، بما يخدم المصلحة الجماعية لشعوب قارتنا الإفريقية".
إلى ذلك، عاد السفير المصري المعتمد في الرباط، عبر بيان إلى كلمة سامح شكري، وزير الخارجية المصري، والتي ألقاها ضمن جلسة القمة الإفريقية التي جرت خلالها مناقشة طلب المغرب يوم الأحد 30 يناير 2017 في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي عرفت "ترحيب مصر وتأييدها انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ولعودته إلى مكانه الطبيعي ضمن أشقائه الأفارقة".
الموقف المصري الرسمي، حسب البيان يشدد على "ثقة مصر في أن انضمام المغرب سيشكل إضافة ملموسة وفعلية للعمل الإفريقي المشترك"، على أنه "سيدفع دون شك نحو تأكيد هويتنا الإفريقية المشتركة، وتهيئة إطار فريد للعمل الجماعي الإفريقي، من أجل تحقيق مصالح القارة الإفريقية في كافة المجالات وتعزيز وحدة وترابط شعوبها"، فيما أكد البيان أن "مصر تربطها بالمملكة المغربية الشقيقة علاقات أخوة وصداقة وطيدة ضاربة في عمق التاريخ".
وظهرت مجددا في الآونة الأخيرة موجة من الجدل حول مدى دعم مصر للمملكة في عودتها إلى الاتحاد الإفريقي، مع حديث عن محاولة عرقلته من لدن القاهرة، وأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "يسعى جاهدا إلى عرقلة انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي"، بمبرر أنّ مصر "متوجسة من تنامي نفوذ المغرب والسعودية في مجالها الحيوي، خاصة ما يتصل بالاستثمارات والسياسات الأمنية والدبلوماسية"؛ وهي المواقف التي سرعان ما نفتها بشدّة مصادر دبلوماسية من القاهرة