الجزائر – ربيعة خريس
زكّى المؤتمر الاستثنائي لحركة "مجتمع السلم"، الوزير السابق للصناعة عبد المجيد مناصرة، رئيسًا للتشكيلة السياسية التي تمثل أكبر وعاء للإخوان المسلمين في الجزائر، خلفًا لعبد الرزاق مقري، وذلك خلال مؤتمر استثنائي عُقد في العاصمة.
وشغل مناصرة منصب وزير الصناعة، بين عامي 1997 و2002، ورئيسًا لأكبر حزب إسلامي في الجزائر، في إطار اتفاق وحدة مع حزب "جبهة التغيير"، الذي حل نفسه قبل أيام، ويعتبر مفكر سياسي جزائري و برلماني و وزير سابق، شغل مناصب سامية عدة في الدولة الجزائرية، وهو تلميذ للشيخ محفوظ نحناح والذي كان الأب الروحي لفكر الإخوان المسلمين داخل الجزائر، و هو رئيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين سابقًا ورئيسه بالنيابة حاليًا، كما يُعد من أبرز القيادات التي شنت حملة شرسة على الرئيس السابق للحركة الشيخ أبو جرة السلطاني، وبعد فشله في الوصول إلى مبتغاه، وقد خرج من " حمس " بتاريخ 10 أبريل / نيسان 2009 وأسس رفقة 30 شخصية "حركة الدعوة و التغيير"، و ذلك بعدما استنفذوا كل طرق الإصلاح في حركة مجتمع السلم، حيث تقلد منصب نائب رئيس حركة الدعوة والتغيير، ثم ترأس جناحها السياسي جبهة التغيير في 18 فبراير / شباط 2012.
ووقع قرابة 400 مندوب من الحزبين، اللذين وقعا قبل أشهر وثيقة الوحدة، وشاركا في الانتخابات النيابية التي جرت بتاريخ 4 مايو / آيار الماضي بقوائم مشتركة، وحصدا 34 مقعدًا من أصل 462 مقعدًا في البرلمان الجزائري، وأعلنت بداية يونيو / حزيران الماضي، جبهة التغيير بقيادة عبد المجيد مناصرة عن حل نفسها، بموجب اتفاق الوحدة، حيث يعتبر عبد المجيد مناصرة، واحد من مؤسسي " مجتمع السلم " وانشق عنها عام 2012 بسبب خلافات داخلية تفجرت داخل الحزب وأعلن بعدها عن تأسيس جبهة التغيير، ليعود بعد خمس سنوات إلى أحضانها كرئيس لها.
وحسب الكلمة التي ألقها مناصرة أمام المؤتمرين، فإن الدكتور عبد الرزاق مقري، تنازل طواعية عن الرئاسة، إلا أن مصادر مسؤولة أكدت لـ " العرب اليوم " أن هذا التنازل جرى باتفاق بين الطرفين، وحسب فحوى الاتفاق، فإن رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، هو من منح الأولوية لرئيس جبهة التغيير المحلة أخيرا برئاسة " مجتمع السلم " خلال المرحلة الأولى حتى يتسنى لهذا الأخير الإشراف على التحضير للمؤتمر السادس للحزب المزمع عقده آيار 2018، وإحكام قبضته للمرة الثانية على التوالي على ثالث قوة سياسية في البلاد وتنحية خصومه على جنب.
وحسب خارطة الطريق التي وضعتها قيادة الحزبين، فإن عبد المجيد مناصرة سيقود حزب مجتمع السلم خلال 5 أشهر المقبلة إلى غاية مطلع العام المثبل، ثم يسلم الرئاسة مجددًا لعبد الرزاق مقري، إلى غاية المؤتمر العام المقرر في أيار 2018، وسيشرف خلال هذه المرحلة بالتحضير للانتخابات المحلية المزمع تنظيمها حسب تصريحات رئيس الوزراء الجزائري عبد المجيد تبون خلال الفترة الممتدة من نوفمبر / تشرين الثاني إلى ديسمبر / كانون الأول وإدارة الحملة الانتخابية لحركة مجتمع السلم.