الرباط - المغرب اليوم
رفضَ القضاء المغربي تمتيعَ حسن الحسكي، أحد أشهر الأسماء التي وردت في وسائل إعلام العالمية وربطت بتفجيرات قطارات مدريد الإرهابية، والذي تمّ ترحيله إلى المغرب في الرّابع من يونيو الماضي، بحق الإدماج الذي طالب به محاميه خليل الإدريسي أمام الهيئة القضائية المختصّة.
والحسكي، الذي قضى المدة الحبسية القانونية في السّجون الإسبانية (14 سنة)، تمّت متابعته مباشرة بعد انقضاء فترة سجنهِ بتهم جديدة تتعلّق هذه المرة بـ"تشكيل خلية إرهابية داخل السّجن الإسباني"، إذ تنتظره عقوبة حبسية تصلُ إلى 10 سنوات، أصدرتها محكمة الاستئناف بالرباط.
ووفقاً لمصدر مقرّب من الملف فقد تم رفضُ طلب إدماج عقوبة الحسكي رغمَ توفّر كل الوثائق اللازمة، مع الترجمة الإسبانية والعربية ومرافعة المحامي خليل الإدريسي أمام الهيئة القضائية المختصة التي أدلى من خلالها بالأدلة القانونية على أحقية موكله في الإدماج، استنادا إلى تطابق التهمة المحكوم عليه بها في إسبانيا والمغرب".
وأضاف مصدر آثر عدم ذكر اسمه أنّ "الهيئة القضائية المغربية أبت إلا أن ترفض الطلب رغم قانونيته الواضحة، وأبت إلا أن تبقي على الحسكي خلف الأسوار بدون مراعاة أي شيء قانوني أو إنساني أو أخلاقي".
وأبرز المصدر ذاته: "أمضينا 4 أشهر ونحن على قدم وساق لتوفير الوثائق الضرورية، رغم الصعوبة التي وجدناها في التواصل مع المحامي الإسباني، بالإضافة إلى التكلفة المادية الباهظة لترجمة الوثائق، ورغم كل تلك المعاناة والآمال المعلقة، للاستفادة من الإدماج بعد الاطلاع على نماذج سابقة، وكذا طمأنة المحامي الإدريسي، بالإضافة إلى الوضع الإنساني المتدهور للمعتقل حسن الحسكي جراء قضاء أكثر من 14 سنة متنقلا بين أسوأ السجون الإسبانية".
وزاد المصدر ذاته: "الحسكي أكمل العقوبة النهائية 14 سنة بالسجون الإسبانية، وتم ترحيله إلى المغرب حيث تنتظره عقوبة 10 سنوات التي أصدرتها محكمة الاستئناف بالرباط تحت ضغوط إسبانية بعد أن برأته قبل ذلك المحكمة الأولى. وبالاستناد إلى الاتفاقية القضائية الموقعة بين إسبانيا والمغرب فإن مسألة إدماج العقوبتين سارية بنص الاتفاقية".
وقال عزو عبد الكريم، صهرُ الحسكي الذي سبق للقضاء المغربي أن برّأهُ من تهمة المشاركة في تفجيرات الدار البيضاء الإرهابية (16 ماي)، في تصريح لجريدة هسبريس: "نتجرع مرارة هذا القرار الجائر"، وزاد: "لن نتوانى عن طرح الملف على أبعد حدود ونظهر هذا الظلم على أنه حالة فريدة على الصعيد العالمي، ونضع على عاتق الرأي العام ملف مظلوم عانى لأكثر من 14 عاما من شتى أنواع الظلم والقهر والإذلال والإبعاد".
وأردف المصدر ذاته: "الحسكي عزل في السجون الإسبانية عن الخارج وحرم من رؤية أبنائه ووالديه، ولم ينعم بالحرية حتى في بلده الذي رجع إليه فاستقبلته زنازينه المظلمة، وقرر أن يضيف إلى 14 السنة من المعاناة في السجون الإسبانية 10 سنوات أخرى، وحرمه من حق الإدماج الذي كفله قانونه ومتع به من أراد، ولم يراع لا قانونه ولا معاهدته ولا أي شيء آخر".
وقد يهمك أيضاً :