تونس - حياة الغانمي
اجتمع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي مرات عدة بأقرب مساعديه وثقاته من داخل القصر الرئاسي ومن خارجه، استعدادًا للمكالمة الهاتفية التي أعلن البيت الأبيض أن الرئيس "ترامب" سيجريها معه، ورسمت تلك الاجتماعات المضيقة قائمة استباقية للمواضيع التي قد تتم إثارتها من طرف الرئيس الأميركي خلال هذه الاتصال الأول من نوعهه بين الرجلين، وأيضًا ما يريد السبسي إبلاغه إلى نظيره الأميركي.
وتفيد المعطيات المتوفرة أن أهم المحاور التي تم الإعداد لها هو الوضع الاقتصادي لتونس في غمرة تحولها الديموقراطي، والتعويل على العلاقة التاريخية التي تربط بين البلدين، ثم طمأنة ترامب لتصميم تونس و جاهزيتها لربح معركة مكافحة الإرهاب في إطار القانون والديموقراطية.
ومن المتوقع أن يدور بين الرجلين حديث حول حركة "النهضة" وطبيعة علاقتها بـ"الاسلام السياسي" وبتنظيم "الإخوان المسلمين"، وهنا سيكون السبسي حذرًا ودقيقًا في توصيف التجربة التونسية المسماة بـ"التوافق" دون الجزم بنتائجها، ومع التشديد بأنه ضد الإسلام السياسي، وبأنه يجد تعاونًا من جانب رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشيي إلى حد الآن، كما توقعت ذات الاجتماعات أن يتطرق الحديث إلى الأزمة الليبية حيث سيتولى الرئيس قائد السبسي شرح المبادرة السياسية التونسية للرئيس "دونالد ترامب" و محاولة إقناعه بعدم استبعاد أي طرف في الحل الليبي أسوة بما حدث في تونس.