الرباط - المغرب اليوم
عاد رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، إلى ظروف مشاركة تنظيميه في الحياة السياسية المغربية، وكذلك ما وصفها بالظروف العصيبة التي مر منها قبل الالتحاق بالمؤسسات، وذلك ضمن جلسة صباحية لملتقى شبيبة حزبه المنظم في مدينة الدار البيضاء اليوم الجمعة.
العثماني، وفي حوار مباشر مع أعضاء شبيبة "المصباح"، أكد أن أغلبية أعضاء الحزب لم يتوقعوا المشاركة في مؤسسات الدولة من حكومة وبرلمان وجماعات وجهات، موردا: "لم أكن أتوقع يوما أن أكون رئيسا للحكومة، ولم يخطر الأمر ببالي في يوم من الأيام".
وفي هذا الصدد نبه العثماني شباب حزبه إلى أن "المرجعية الإسلامية للحزب ليست اختراعا لفهم جديد للدين، وليس احتكارا للدين، بل الهدف هو الرقي بالعمل السياسي"، مبرزا أن "الهجومات التي يتعرض لها العدالة والتنمية هدفها عزله، لأن التواجد في المؤسسات يقلق الخصوم".
وقال العثماني: "لا يجب أن ننسحب من المؤسسات لأن الخروج منها هدف الخصوم؛ لأن أعضاء الحزب مقاومون من داخل المؤسسات"، موردا أن "مقاومة الحزب من داخل المؤسسات تهدف إلى رد إفساد العملية السياسية".
العثماني أكد أن "المشاركة لا تعني القبول بالفساد، بل الهدف هو إغلاق منافذ الفساد"، مضيفا: "الإصلاح ليس عملا مؤقتا، بل مستمرا، وواهم من يظن أنه ينتهي بالمشاركة السياسية"، وزاد: "حيث ما كنت يجب أن تظل مقاوما".
"وجود الحزب في المؤسسات يضر بالمصالح غير المشروعة للبعض"، يقول العثماني، الذي أكد أن "المشاركة المؤسساتية مقاومة، ويمكن الحديث عن طبيعة الأدوات، لأنها تفاصيل حول عملية المقاومة"، مشددا على أن "الحزب استطاع أن تكون له مكانة في المشهد الحزبي المغربي، وعوض تبني الشعارات، اليوم هناك إمكانية للتدبير المباشر من خلال الجماعات والجهات وغيرها".
العثماني دعا إلى مواجهة الممارسات غير الأخلاقية داخل حزب العدالة والتنمية، مطالبا الأعضاء بالحفاظ على قواعد الممارسة الديمقراطية لمقاومة الاختلالات في البلد.
الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وهو يسرد محطات التنظيم، توقف عند تاريخ 2003، موضحا أن "الإعلام كله حمل الحزب المسؤولية المعنوية عن الإرهاب، وخصوصا بعد 16 ماي"، وزاد: "90 في المائة من الجرائد المغربية كانت تهدف إلى وقف الحزب".
وفي هذا الصدد أشار العثماني إلى أن تقليص مشاركة الحزب بعد الأحداث جاء لتقديم رسائل طمأنة للعديد من الجهات، مفادها عدم التخوف من "المصباح"، مشيرا إلى أن "الهدف هو "مد يد الله" من طرفه والمشاركة في تغيير واقع المغاربة عن طريق الشراكة والتوافق"، وفق تعبيره.
العثماني يرى في هذا الصدد ألا أحد يمكن أن يقوم بالإصلاحات وحده في المغرب حالا أو مستقبلا، وزاد: "لا مكان لشعار أنا وحدي مضوي البلاد"، موردا أن "جميع الفاعلين السياسيين يحتاجون إلى التعاون، بالإضافة إلى الفاعلين المدنيين، وفقا لما جاء في الدستور، وبناء على مبدأ الديمقراطية التشاركية".