الرئيسية » ناس في الأخبار
المعهد الموسيقي

الرباط - المغرب اليوم

أناملٌ تعزف برفق على العود والكمان، وأجساد تتراقص يمينا ويسارا، وعيونٌ يقظة لضبط الإيقاع الموسيقي، تشكيلة تؤثث فضاء المعهد الموسيقي بسمفونية "رقصة الأطلس" لتعيدَ للمطربين والحاضرين من عشاق الموسيقى المغربية الزمن الغابر الخالد، زمن الموسيقى الأندلسية التي تُحاكي كل الأزمنة، والموسيقى التي لا يُمكن طيها في مجلد النسيان.

مُطربون، نساء ورجالاً، من أعمار مختلفة، لم يخلفوا موعدهم مع الموسيقى المغربية، يحيكونها داخل المعهد الموسيقي بتمارة ليحافظوا عليها من الزوال والاندثار، وليُواجهوا بها كل التيارات الحديثة التي لا تسمو ولا ترقى بالذوق الموسيقي العصري، هي الموسيقى التي تُعيد الألحان المغربية العذبة، وفاءً لرواد الحركة الفنية الطَربية المغربية التي أسس لها أمثال أحمد البيضاوي وعبد القادر الراشدي.

ماذا تبقى من الأغنية المغربية؟

في معهد الموسيقى بتمارة، تجتمع ثلة من الأساتذة والمطربين والمتعلمين لنسج كل أنواع الموسيقى المغربية، ومنها العصرية التي لم تعد تستأثر باهتمام الشباب الذين يتجهون إلى الأشكال الشعبية الصاخبة، الفارغة أحيانا من المعاني والمعالم الجمالية.

"يعودُ التاريخ المُزدهر للموسيقى العصرية إلى بداية الخمسينات، انطلاقا من تأسيس أجواق عصرية. وبعد حصول المغرب على الاستقلال، تميزت هذه الموسيقى بروح وطنية. وفي فترة الثمانينات، كان هناك إطار متنوع؛ إذ بدأت الموسيقى في القاموس الشعبي بالملحون والأندلسي، وانطلقت إلى خطاب الشارع، ثم الرمزية مثل أغاني فتح الله المغاري، ثم دخلت للمجتمع مع أمثال عبد الرحمان العلمي وعبد الوهاب الدكالي"، يحكي محمد شكوك، أستاذ التربية الموسيقية بالمعهد.

ويرى شكوك أن "عدم فتح أوراش لتلقين الأغنية للشباب هو الذي أفقدهم الاهتمام بها؛ الشيء الذي عمّق الأزمة داخل الأغنية المغربية، وجعل الشباب يذهبون إلى تيارات خارجية أخرى، بالإضافة إلى العولمة والتكنولوجيا التي تغريهم".

وتعليقا على الأذواق التي تجذبُ الشباب، يقول شكوك إنها خالية من الطرب، ويعتبرها فقط "آلات كهربائية وإيقاع صخب أكثر من جُمَل طَربيّة".

من جهته، يستنكر مصطفى الإدريسي، مطرب بالمعهد الموسيقي، عدم توجه الشباب للدراسة في معاهد الموسيقى ليعرفوا المقامات والأوزان، وليصقلوا مواهبهم وقدراتهم.

ويتساءل المطرب نفسه، متأسفا لما آلت إليه الأغنية المغربي، في تصريح لهسبريس، "لماذا انحطت الأغنية المغربية؟"، ليجيب: "لأن التسجيل صار ماديا ولم يعد كما كان في السابق"، موضحا: "في الإذاعة، تذهب عند الملحن ويسمع صوتك، ويسألك ما إذا درست بالمعهد، ويعرفُ المقامات التي تغني عليها، وتغني له أغان مغربية مشكّلة ليعرف صوتك الحقيقي. وإذا تم قبول القطعة الموسيقية، تمر في الإذاعة وتحصل على المصادقة، وإذا لم تُقبل القطعة، تكون في ملك الملحن، والعكس صحيح".

الأمل من أجل تطوير الأغنية المغربية

وفيما ترى حياة محمد، مطربة بالمعهد نفسه، أن "الأغنية المغربية يجب أن تظهر بصورة كبيرة لتعود الفنانات إلى الساحة ويظهرن"، يتأسّفُ رشيد عبو، مطرب هو الآخر بالمعهد، على اندحار "الأغنية التي كنا نستمع إليها رفقة آبائنا وأجدادنا، الأغنية الجميلة والكلمة الجميلة، والغناء العذب واللحن الجميل".

الإنذار ببداية أفول قواعد الأغنية المغربية على مستوى الإنتاج والأداء والجودة، هو ما دفع رشيد، رفقة زملائه المطربين، إلى الوفاء للجوق، حفاظا على "الطابع المغربي للأغنية المغربية بكل مقاييسه ومعاييره"، فالهدف الذي يتقاسمه بقية الأساتذة بالمعهد هو التمسك بالأغنية المغربية وإعادة المصداقية إليها، وهي التي، بحسب المُطرب ذاته، بدأت تعرف اندثارا بالنظر إلى الألفاظ "العبثية"، محملا المسؤولية للمجتمع بأكمله.

"نحن لم نفقد الأمل وما زلنا نشتغل لنطور الأغنية المغربية"، يقول بدر مزدهر، أستاذ التربية الموسيقية بالمعهد، مضيفا أن "ما جعل الأغنية المغربية تتراجع هو عدم الاهتمام من طرف الناس المسؤولين، وكلما قام شخص بعمل، لا يحفزه الناس ولا يشجعونه ليطوره، وحصل نوع من النكران في الساحة الفنية، وبدأت الأمور تتراجع شيئا فشيئا".

واستنكر أستاذ التربية الموسيقية، في تصريح لهسبريس، القطيعة مع الموسيقى المغربية، وقال: "عندما يأتي شخص مولوع بالموسيقى ويرغبُ في المضي قدما في هذا الميدان، لا يجد من يحتضنه، ويبدأ المستوى في التراجع"، معتبرا أنه "لو وجد هؤلاء باب الأجواق والمعاهد الموسيقية مفتوحا أمامهم، لما حدثت القطيعة، ولبقيت الأغنية المغربية دائما في تطور وتقدم"، بتعبيره.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الملك تشارلز يستعد لاستقبال الكريسماس بابتسامة وتزيين شجرة يوم…
الأمير هاري يحكي عن ذكرياته الحزينة مع الكريسماس لغياب…
ترافيس كيلس يُشيد بنجاح تايلور سويفت في جولتها الغنائية
الملك محمد السادس يبعث برقية تعزية ومواساة إلى أفراد…
الملك محمد السادس يُعين زهير شرفي رئيساً للهيئة الوطنية…

اخر الاخبار

الأردن يؤكد ضرورة دعم سوريا بدون تدخلات خارجية ويدين…
حزب التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة المغربية بالكشف عن مَبالغُ…
إشادة فلسطينية بالدعم المغربي المستمر لصمود الشعب الفلسطيني وثباته
الملك محمد السادس يُؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

محمد صلاح ينفي شائعات التجديد مع ليفربول ويؤكد أن…
المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية
الملكة رانيا تنشر صورة بصحبة حفيدتها وتعلق: أول اجتماع…
الأمير ويليام يتحدث لأول مرة عن إصابة والده وزوجته…
المغرب يمنح بصفة استثنائية الجنسية للبطلان إسماعيل وإسلام نورديف
قنصلية الرباط في باريس تختضن ندوة حول الصحراء المغربية