تونس ـ كمال السليمي
دعا رئيس الوزراء التونسي، يوسف الشاهد، إلى إصلاح حزب "نداء تونس" الحاكم الذي يقوده حافظ قائد السبسي، نجل رئيس البلاد الباجي قائد السبسي، متهمًا الأول بالمساهمة في تدمير الحزب، ورافضًا في الوقت ذاته الاستقالة من منصبه نتيجة لمطالب الحزب الحاكم والاتحاد العام التونسي للعمل.
وقال الشاهد في كلمة توجه بها إلى الشعب مساء الثلاثاء، على القناة الوطنية الأولى، إن "الوقت حان لمسار إصلاحي في حزب نداء تونس ليسترجع ثقة التونسيين"، مؤكدًا أن اهتمامه بأزمة الحزب الحاكم مرده الأزمة التي مر بها وأثرت في البلاد وهدّدت التوازن السياسي ومن منطلق اهتمامه بالمصلحة الوطنية، واتهم رئيس الحكومة المدير التنفيذي لـ "نداء تونس" حافظ قائد السبسي والمحيطين به بتدمير الحزب، وأضاف "هذا ليس نداء تونس الذي انضممت إليه عام 2013 ووجود المسيّرين الحاليين على رأس الحزب يشكّل عائقًا أمام توحيد العائلة الوطنية والديمقراطية ويهدد التوازن السياسي في البلاد".
ويأتي تصريح الشاهد بعد يومين من تعليق العمل بـ "وثيقة قرطاج" التي تُعد مرجعية سياسية للحكومة، إذ تم توقيعها في 13 تموز (يوليو) 2016 من قبل أحزاب ومنظمات العمال وأرباب العمل والمزارعين، وذلك بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بخصوص إجراء تعديل وزاري جزئي أو واسع يشمل رئيس الوزراء، علما أنه تعمّق الخلاف بين رئيس الوزراء وقيادة "نداء تونس" بعد بيان صدر الثلاثاء، جاء فيه أن الحزب الحاكم "يعتبر أن الحكومة الحالية التي تمخضت عن اتفاق قرطاج كمرجعية سياسية جامعة تحولت إلى عنوان أزمة سياسية أفقدتها صفتها كحكومة وحدة وطنية".
ويعتبر الشاهد أن المدير التنفيذي للحزب "تسبب في تراجع الحزب، لا سيما في نتائج الانتخابات الشرعية الجزئية في ألمانيا أو في الانتخابات البلدية" حيث فقد صدارته، داعيًا إلى ضرورة إنقاذ "نداء تونس" من السبسي الابن والفريق المحيط به.