الرباط - المغرب اليوم
تصدر خبر انضمام لاعبة كرة القدم المغربية مريم حجري، التي انتقلت خلال شهر يناير الماضي من فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم النسوية للعب ضمن صفوف نادي "سبورتينغ هويلفا"، الذي يمارس ضمن أندية القسم الأول في البطولة الإسبانية، الصفحات الأولى للجرائد الرياضية الإسبانية، لتصبح بذلك أول لاعبة مغربية محترفة تمارس في بطولة الصفوة الخاصة بكرة القدم النسوية بشبه الجزيرة الإيبيرية.
بدأ كل شيء خلال البطولة الدولية لكرة القدم النسوية (كوتيف 2017) التي احتضنتها الكدية (إقليم فلانسيا)، حين تمكن النادي الأندلسي من التعرف على مهارات اللاعبة مريم حجري بفضل أحد وكلاء اللاعبين المغاربة الذي كان على قناعة تامة بإمكانياتها ومهاراتها في ممارسة كرة القدم.
يقول انطونيو توليدو، مدرب فريق سبورتنغ هويلفا، في تصريح صحافي: "لقد اطلعنا على الأشرطة التي تتضمن المباريات التي شاركت فيها هذه اللاعبة وانبهرنا بإمكانياتها وقررنا بالإجماع أن تنضم هذه الموهبة إلى النادي" .
لقد داعبت مريم التي ازدادت في 14 شتنبر عام 1994 الكرة منذ طفولتها المبكرة بأحد الأحياء بمدينة الدار البيضاء. "كنت كل يوم ألعب الكرة مع أبناء الحي من الذكور بمختلف الأزقة، وهناك تولد لدي الشغف بكرة القدم"، مشيرة إلى أنها عندما انضمت إلى صفوف فريق الوداد البيضاوي "لم تكن تتخيل أنها في يوم ما ستمارس اللعبة التي عشقتها في نادي يلعب في البطولة الأوربية".
وتضيف لاعبة خط الوسط في النادي الأندلسي: "لقد كان انضمامي إلى فريق سبورتنغ هويلفا قرارا جيدا، وأنا أشعر بأنني وسط عائلتي"، مؤكدة أنها واجهت لدى وصولها بعض العقبات، بما في ذلك عائق اللغة، لكنها سرعان ما تأقلمت لأن "كرة القدم هي لغة عالمية" .
وتستفيد اللاعبة المغربية مريم حجري اليوم من دروس في اللغة الإسبانية حتى تتمكن من التواصل بشكل أفضل مع زميلاتها في الفريق، وكذا مع الطاقم التقني والإداري، بينما تواصل تطوير مهاراتها وصقل مواهبها من خلال التفاني في التداريب .
تقول مريم: "لقد طورت معارفي وإمكانياتي من حيث الانضباط والنضج التقني وطريقة الأداء، وأشعر بأنني أستطيع أن أقدم الشيء الكثير لفريقي وأنا متحمسة للغاية للقيام بذلك"؛ ويشاركها في حماسها مدربها انطونيو توليدو، ويؤكد أن "لديها حضور قوي وقد طورت أداءها منذ انضمامها إلى النادي قبل ستة أشهر، كما استطاعت أن تصقل مهاراتها تقنيا وتكتيكيا...إنها خجولة جدا لكن على رقعة الملعب تكون لديها قوة ذهنية كبيرة، كما أن توزيعاتها وتمريراتها تتميز بالدقة" .
وقد تعاقد نادي سبورتنغ هويلفا مع اللاعبة المغربية لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد، كما تم تجديد عقدها لموسم كروي آخر. ويبدو المدرب أنطونيو توليدو فخور بانضمام هذه اللاعبة الموهوبة إلى صفوف فريقه، إذ قال: "إنه رهان ومكسب كبير للنادي. لقد طورت أداءها بشكل كبير خلال وقت قصير وتمكنت من تجاوز بعض الاختلالات في الجانب التقني" .
وهي تعيش هذه المرحلة الجديدة في مسيرتها الرياضية تتذكر مريم كيف دعمتها عائلتها خلال مشوارها الكروي، موردة: "أن أكون أول مغربية تلعب في بطولة أوروبية محترفة في سن 23 فهو فخر كبير بالنسبة لي ولجميع أفراد عائلتي..صحيح أنني أفتقدهم ولكنني أرفع علم بلدي عاليا وهذا يجعلني أشعر بالفخر والاعتزاز".
بمجرد ما تأتيها الفرصة تحزم اللاعبة المحترفة المغربية حقائبها وتسافر إلى المغرب للقاء عائلتها "وللعب مباريات في كرة القدم مع الأصدقاء القدامى كما كانت تفعل في سنواتها الأولى".
ويتنبأ المتتبعون لمسيرة مريم مع نادي هوليفا بمستقبل مشرق لها في لعبة كرة القدم؛ يقول مدربها: "إنها تتدرب كل يوم وتثابر لتطوير أدائها، وهي لاعبة متكاملة وموهوبة وآمل أن تستمر في الدفاع عن ألوان فريقنا لعدة مواسم أخرى".
ولا تتردد اللاعبة مريم في تشجيع الفتيات الصغيرات اللواتي لديهن شغف كبير بكرة القدم على الذهاب بعيدا من أجل تحقيق حلمهن.."يجب أن يتحلين بالإصرار وأن يواظبن على التداريب ومحاولة تقديم الأفضل...أقر بأن المحيط والوسط العائلي يشكل عنصرا محوريا في النجاح الذي حققته إلى حد الآن، ومن ثم أهمية الأسرة في مواكبة أطفالها من أجل تحقيق أحلامهم".