الرباط - المغرب اليوم
احْتَفظَ حفل تجديد بيعة الملك محمد السادس، الذي أقيم أمس الثلاثاء بالمشور السعيد في مدينة تطوان بمناسبة الذكرى الـ19 ل عيد العرش، بذات تفاصيل الحفلات السابقة، حيث شهد حضور العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية، يتقدمها مستشارو الملك ورئيس الحكومة ورئيسا غرفتي البرلمان ووزير الداخلية ووفود من الدول الأجنبية.
حفل الولاء، الذي دام قرابة العشر دقائق، شهد دخول العاهل المغربي على متن سيارة مكشوفة على غرار السنتين الماضيتين، مرفوقا ببعض أفراد العائلة الملكية على رأسها ولي العهد الأمير مولاي الحسن والأمير مولاي رشيد؛ فيما غاب الحصان الذي كانت مراسيم تأدية البيعة معروفة به.
وكان عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، أول مقدمي البيعة، ثم تلاه ولاة وعمال جهات الداخلة واد الذهب والعيون الساقية الحمراء، وكلميم واد نون، كما جرت العادة، قبل أن يفسحوا المجال لولاة وعمال جهة طنجة تطوان الحسيمة والجهة الشرقية وجهة فاس مكناس.
وجاء في الصف الثالث من المبايعين عمال وولاة جهات الرباط سلا القنيطرة، وجهة بني ملال خنيفرة، وجهة الدار البيضاء سطات، ثم تلتها كل من جهة مراكش آسفي وجهة درعة تافيلالت وجهة سوس ماسة، ليُجري بعدها العاهل المغربي جولة بمختلف أرجاء المشور السعيد ملقيا التحية على إيقاع الموسيقى العسكرية الاحتفالية.
نبيل ملين، الأستاذ بالمركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي، أكد أن "حفل الولاء الحالي لم يحمل أي تغيير مقارنة مع السنوات الماضية"، لافتا إلى أن "الحاصل هو مجرد تغييرات فنية، حيث احتفظ بنفس التوقيت بين 9 دقائق و13 دقيقة، حسب إيقاع الحفل والأفواج الممثلة للجهات المجددة للبيعة".
وأضاف الأستاذ المتخصص في تتبع جذور نظم الحكم في المغرب أن "السيارة التي تحمل الملك كانت تستعمل منذ نهاية القرن التاسع عشر من لدن السلاطين العلويين، وكان أول من استعملها هو السلطان الحسن الأول، الذي ركب سيارة مهداة من الملكة البريطانية فكتوريا".
وأردف ملين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الملك لا يزال يستخدم سيارة الملكة فكتوريا، وهي تمثل السلطة والمؤسسة الملكية وليس الملك كشخص"، مشيرا إلى أنها تظهر في جميع المناسبات الملكية من البيعة والجنائز، كما أن الملك الحسن الثاني كان يستخدمها.
وزاد صاحب كتاب "السلطان الشريف.. الجذور الدينية والسياسية للدولة المخزنية في المغرب" أن "الملك محمدا السادس كان قد استخدم السيارة سنة 2014، ثم عاد لركوب الفرس، ولجأ إلى السيارة مجددا، مفسرا الأمر بأنه مرتبط بالمزاج والحالة الصحية للملك".