الرباط - المغرب اليوم
قالت نعيمة زيطان، مخرجة مسرحية، إن المغرب يشهد تراجعا في الاهتمام بالشّأنين الثقافي والفني، سواء تعلق الأمر بالكتاب أو السينما أو المسرح، وأضافت، في لقاء تفاعلي نُظّم الأربعاء بدار الثقافة في العاصمة الرباط، أن الجمهور المغربي على قلته صعب، وأن الخلل ليس في العروض، بل "في المجتمع والمواطن لأننا طبّعنا مع العنف".
ووضّحت زيطان، في النشاط الذي نظّمته "حلقة مينرفا للبحث الفلسفي"، أن "الإبداع النسوي يُحاط بالأسئلة ويُحكم عليه بالاستفزاز، رغم أنه ليس هناك ما هو أكثر استفزازا من الواقع؛ لأن الثُّبّان الذي فيه الدم نجده في الأعراس المغربية، والاغتصاب تمّ عَلَنا في حافلة الدار البيضاء".
وانتقدت المخرجة المسرحية بشدّة المسرح الوطني محمد الخامس ومسيّريه بحجّة أنه "لا يمكن برمجة الاسم نفسه خمس مرات، في حين لا تبرمج ولو امرأة واحدة، ولا تمثّل المغرب دوليا؛ وإلا يبقى السؤال مطروحا حول إشكال المسؤول مع المرأة، وتقبّله لها، وما إذا كان يحتاج علاجا نفسيا حول هذه المسألة".
وذكرت مخرجة مسرحية "ديالي" أن "العمل المسرحي على أهميته غير كاف لإنقاذ الشباب، لأن إنقاذهم يحتاج تفرّغا مؤدى عنه لمسؤولين ومراكز ثقافية، وبعض الشباب غارقون في الإدمان على المخدرات، والهدر المدرسي".
كما انتقدت زيطان بحدّة برنامج "التوطين المسرحي"، واصفة إياه بـ"أفشل تجربة"، وبكونه "مضيعة للوقت"، وأوضحت أن "كل الفرق التي أخذت دعم التوطين بالرباط لم تُكمل عملها بفعل الصراعات الإدارية حول الفضاءات المقترحة، إضافة إلى غياب متابعة محمد الصبيحي، وزير الثقافة السابق، الذي كان من الممكن أن ينجح المشروع لو كان وزير آخر يتابعه بدله"، بحسب تعبيرها.
وذكرت المتحدّثة أن انتكاسة خطيرة تمّت بعد تجربة المعمورة ومسرح الدار البيضاء، وفاس، وتطوان، في الوقت الذي افتتح فيه المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي؛ فـ"كانت فيه ممثلة، وسينوغرافية واحدة في سنته الأولى، وخرّج الفوج الثاني ممثلتين كتخصّص".
وزادت المسرحية المغربية أنه "حتى في مجال السينوغرافيا، أي التصميم الفني، تتخصَّصُ النساء في الملابس غالبا؛ لأن المناخ العام لا يستطيع أن يرى امرأة سينوغرافية تُصلح مسلط الضوء بعد الصعود من السلم، أو تقطع الحديد، باستثناء بدرية الحسني التي تلمس المادة أيا كان نوعها".
وقارنت في هذا السياق الوضع المغربي الراهن بوضع أوروبا في وقت من الأوقات كانت تعمل فيه المرأة في الخلفية كعاملة ماكياج، أو مُعدّة ملابس.