الرباط - المغرب اليوم
في خطوة يعول عليها كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي، خالد الصمدي، لامتصاص الاكتظاظ الذي تعاني منه الجامعات المغربية، يرتقب أن يشهد الموسم الجامعي المقبل إطلاق أولى الجامعات الافتراضية في المغرب.
وأعلن الصمدي استعداد الوزارة التي يشرف عليها لإطلاق مشروع للتعليم عن بعد دون الحاجة إلى الحضور للمدرجات، مؤكدا أن التجربة الأولى ستنطلق بكل من جامعة ابن طفيل بالقنيطرة وابن زهر بأكادير خلال الموسم الجامعي المقبل.
وجاء عرض المسؤول الحكومي، الذي تعهد بتعميم التجربة على باقي الجامعات، ضمن التوضيحات التي قدمها حول الخريطة الجامعية الوطنية والعدالة المجالية أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، بمناسبة تقديم مشروع القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، ومناقشة معطيات الدخول المدرسي والمهني والجامعي وبرنامج العمل والأوراش ذات الأولوية التي فتحتها الوزارة.
الصمدي كشف أمام نواب الأمة أن هذا المشروع يعد نموذجا جديدا للوصول إلى الطالب في مكان سكناه بالمناطق القروية والشبه الحضرية، معلنا أن الهدف هو "تجاوز إكراه سياسة بناء المؤسسات والمدرجات والمنح والأحياء الجامعية أمام الإقبال المتزايد على مؤسسات التعليم العالي ذات الاستقطاب المفتوح وتزايد عدد الحاصلين على الباكالوريا، والذي وصل هذه السنة إلى 232 ألفا".
واستعان الصمدي بالعديد من التجارب الدولية للبرهنة على مدى نجاعة هذا النموذج، مبرزا أن الجامعة الافتراضية توفر بيئة قائمة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتعتمد التعليم المدمج بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد.
وأشار كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي، في هذا الصدد، إلى كون هذه التجربة ستمنح درجات علمية في تخصصات وبرامج متوائمة مع احتياجات التنمية المجتمعية، متعهدا في الوقت ذاته بتحقيق متطلبات سوق الشغل والتعلم مدى الحياة والإسهام في بناء اقتصاد ومجتمع المعرفة في المغرب.
ويأتي قرار الوزير بعدما سبق أن كشف في حوار مع هسبريس أن هناك نقاط ضعف ونواقص بالجامعات المغربية تجب معالجتها، مشيرا إلى أن من بينها ظاهرة الاكتظاظ التي باتت أمرا مقلقا داخل كليات الآداب والحقوق، وهي المؤسسات التي تستقطب 78 في المائة من مجموع الطلبة.
وأكد الوزير في حكومة سعد الدين العثماني أن المشكل لا تمكن مواجهته فقط بالمجهودات التي تبذل بالطرق التقليدية، أي بمزيد من المدرجات والقاعات، داعيا إلى البحث عن حلول تمكن الطلبة من الاستفادة من التكوين بدون الحضور الميداني إلى القاعة، أي عن طريق الجامعات الافتراضية والتكوينات عن بُعد المنتشرة في الكثير من دول العالم.