الرباط - المغرب اليوم
بعد الهزّة التي عاشت على إيقاعها علاقة حزب العدالة والتنمية مع القصر الملكي غداة إعفاء رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، قالت بسيمة الحقاوي، القيادية في التنظيم نفسه ووزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، إنّ علاقة "حزب المصباح" مع القصر "تتّسم بالثقة المتبادلة، وليست هناك أزمة بيننا وبين ملك البلاد".
ودافعت الحقاوي عن علاقة "البيجيدي" بالقصر في مداخلة لها ضمن مؤتمر شبيبة "البيجيدي" بمدينة الدار البيضاء، اليوم السبت، قائلة: "إذا لم تكن هناك ثقة بيننا وبين المؤسسة الملكية، فعلينا أن نغادر الحكومة. وإذا كان الملك لا يثق فينا فهو يُعفي في كل حين أشخاصا ومؤسسات".
وبالرغم من تأكيدها على وجود ثقة بين حزب العدالة والتنمية والمؤسسة الملكية، فإنّ الحقاوي أقرت بأن "الحزب مرّ بفترة صعبة"، وأردفت في ما يشبه نقدا ذاتيا: "هذا راجع إلى أننا كنا منكفئين على تجربتنا الشخصية التي ما زالت جديدة، حيث عشنا في نوع من المثالية التي أثرت على أدائنا وتقييمنا للأشياء وعلى تصرفاتنا، لكن مع الممارسة نصبح واقعيين أكثر".
من جهة ثانية، قالت وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية إنّ بعض الاحتجاجات التي تعرفها عدد من مناطق المملكة يبغي الواقفون خلفها تحقيق غايات غير مُعلنَة، موضحة: "هناك مطالب معلنة وأخرى غير معلنة، لكنَّ الدوافع لا تكون دائما مشروعة؛ يمكن أن نخرج للاحتجاج من أجل الماء والخبز والديمقراطية، ولكن هناك خرجات من أجل أشياء أخرى".
ولم توضّح الحقاوي طبيعة "الأشياء الأخرى" التي قالت إنَّها تحرّك بعض الاحتجاجات، ولا الجهات التي تسعى إلى تحقيقها، مبدية دفاعها عن تعاطي الدولة مع الاحتجاجات بقولها: "الدولة حريصة على الأمن السياسي للمغاربة، لأنه إذا اشتعلت رقعة فلا نضمن ألا تشتعل رقع أخرى في خريطة المملكة".
من جهة ثانية، دعت الحقاوي شباب حزب العدالة والتنمية إلى النأي بأنفسهم عن الراديكالية، وأن يتحلوا بالواقعية، وزادت: "حين يأتي أحد من العدالة والتنمية ويقول إنه مْسْخُوط، فهذا غير مقبول. لا يجب أن نسقط في تبني بعض الصفات التي تخرجنا من دائرة المَرْضِيِّين، لأن هذا سيخرجنا من المنظومة العقدية التي نتبعها، وهذا الكلام لا ينسجم مع المنظومة والنسق الذي نتحرك فيه".