الرباط ـ المغرب اليوم
الزيَارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز إلى الرباط ما زالت قائمة، وستكونُ يوم الإثنين المقبل، ولقاء الملك محمد السَّادس صار منتظرا، ذاك ما كشف عنه رئيس السلطة التنفيذية في المملكة الإيبيرية، دونَ أن يحدّد الأجندَة التي ستطرحُ في هذه الزيارة رفيعة المستوى التي كانتْ موضوع سلسلة من التأجيلات.
الإعلان الرسمي عن الزيارة تم في مؤتمر صحافي عقده بيدرو سانشيز في مدينة أنتيغوا الغواتيمالية، بمناسبة انعقاد القمة الإيبيرية الأمريكية السادسة والعشرين، ليتجاوزَ بذلك حالة البرود التي طبعتْ العلاقات بين المملكتين منذ وصوله إلى الحكومة، لا سيّما وأنه قام بتكسير تقليدٍ سياسي دَأَبَ عليه المسؤولون الإسبان منذ أكثر من ثلاثة عقود بزيارته إلى فرنسا أولاً خلال الشهر الماضي، بعدما كان المغرب يُمثّْل على الدَّوام أول وجهة لرؤساء الحكومات الجدد منذ سنة 1983.
وأعلن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في أنتيغوا بغواتيمالا، أنه سيسافر إلى المغرب بعد غد الاثنين، وسيجتمع مع رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، مضيفا أنه طلب مقابلة الملك محمد السادس خلال أول رحلة يقوم بها سانشيز إلى المغرب منذ وصوله إلى "قصر مونكلوا" في يونيو الماضي.
في غضونِ ذلك، ذكرت "إلموندو" أن سانشيز سيسافرُ إلى الرباط برفقة وزير الداخلية، فرناندو غراندي مارلاسكا. وعندما سُئل ما إذا كانَ الملك محمد السادس سيستجيبُ لطلبه، خاصة وأنه لم يستقبل أيّ مسؤول لشهور، أجاب رئيس الحكومة الإسبانية الاشتراكي: "لقد طلبت عقد جلسة مع ملك المغرب"؛ ما يعني أنه من المتوقع أن يكون هناك لقاء مع الملك محمد السادس، إلا إذا ألغى الأخير ذلك في آخر لحظة.
طلب سانشيز لقاء الملك محمد السادس لا يعني بالضرورة أنَّ القصر سيستقبله حالَ مجيئه إلى العاصمة الرباط، فقد سبقَ للجالس على العرش أن ألغى زيارة ملك إسبانيا، قبل أشهر عدة، على الرغم من أنها كانت بالفعل على جدول الأعمال.
بيْدَ أن رئاسة الحكومة الإسبانية حاولت أن تكون الرباط أول وجهة لتحرك رسمي لسانشيز إلى الخارج، لكن الأخير اضطر إلى تأجيلها لأن الملك محمد السادس كان خارج البلاد حين وصول هذا السياسي إلى الحكومة بعدما أطاح بماريانو راخوي.
وأكد رئيس الحكومة الإسبانية زيارة المغرب في مؤتمر صحافي في أنتيغوا، في ختام قمة الأيبرو أمريكان، وكشفَ أن أهم ثلاث قضايا يأمل في تدارسها مع نظيره المغربي؛ هي الهجرة والأمن والسياسة الاقتصادية.
وشرحت مصادر من رئاسة الحكومة الإسبانية لوسائل إعلام محلية أن سانشيز يتوقع أن يستقبله رئيس الدولة المغربية، لكن، مع ذلك فإنَّ المصادر نفسها فضّلتْ استخدام الصيغة التي استعملها سانشيز، ردّا على سؤال تقدّم به أحد الصحافيين الإسبان، وقال فيها: "لقد طلبت مقابلة مع ملك المغرب، وهو ما أستطيع أن أخبركم به حتى الآن".
وقد كانت الرباط وجهة أساسية لمدريد، لكن سانشيز تمرّد على هذا التقليد الاستراتيجي ولم يستطع الوفاء به، على الرغم من أن "قصر مونكلوا" ادعى أن الرئيس الحالي أعطى أولوية للاتصالات في أوروبا، مع بروكسل وباريس وبرلين ولشبونة والسويد، إلاَّ أن الحقيقة هي أن "الجهود المبذولة لزيارة المغرب هي بمثابة فشل حقيقي"، تكشف جريدة "ABC".