روديز - أ.ف.ب
يدشن بيار سولاج (94 عاما) احد اشهر الفنانين الفرنسيين المعاصرين في العالم في 30 ايار/مايو في مسقط رأسه روديز (جنوب غرب) اول متحف يحمل اسمه وقد قدم له 250 من اعماله التجريدية التي يهيمن عليها اللون الاسود.
وسينتقل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى روديز للمناسبة اذ ان تدشين متحف عام مصمم بالتعاون مع فنان لا يزال على قيد الحياة امر نادر.
وتؤكد ادارة المتحف ان سولاج الطويل القامة (1,90 مترا) الذي يرتدي الاسود دوما منذ شبابه "هو بلا شك احد اكبر الاسماء في اوساط الفن التجريدي في فرنسا والخارج".
سولاج فنان بات اسمه يرتبط بالارقام الكبيرة: نصف مليون زائر للمعرض الباريسي المكرس لاعماله في العام 2010، واكثر من خمسة ملايين يورو لاحدى لوحاته السوداء العائدة الى العام 1959 في مزاد العام الماضي في لندن.
والمتحف الذي يبعد عن باريس ساعة بالطائرة يعول من الان على 150 الف زائر في السنة وتنوي منطقة روديز الكبرى (58 الف نسمة) الاستفادة من "نقطة الجذب" الجديدة هذه.
لكن الرسام قال "الجانب الاقتصادي لا يهمني!".
واضاف "اعرف ما قدمته لي المتاحف وكيف ان الفن يعطي معنى للحياة ليس فقط لحياتي بل لحياة الذين يشاهدونه".
ولا يبتعد الفنان كثيرا عن زوجته كوليت التي التقاها قبل 76 عاما في معهد الفنون الجميلة في مونبولييه.
ويتمتع الرسام بكاريسما كبيرة وبذاكرة لا تخونه ويتكلم باسلوب انيق.
ويقول انه في العقود السبعة الاخيرة اقيمت "الاف المعارض" لاعماله "في مئات المتاحف الكبيرة في العالم". وخلال ربيع هذه السنة فضل ان يشرف بعناية كبيرة على تعليق لوحاته في روديز بدلا من تلبية دعوة اميركيين الحوا عليه "لاستقلال طائرة خاصة" للتوجه الى نيويورك في اطار معرض لاعماله "على جادة ماديسون الرائجة جدا".
بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة وفي سن السابعة والعشرين كان قد حقق شهرة في الخارج كفنان غير تصويري راديكالي. واعتبارا من العام 1979 عمل خصوصا على تأثير "النور المعكوس على مساحة سوداء".
ويقام معرض موقت استثنائي يضم مختارات من لوحاته التجريدية في روديز بعنوان "اسود اخر".
ويأسف امين المتحف الجديد بونوا دوكرون "لاني لم ار يوما سولاج يرسم" لوحاته الموضوعة ارضا في محترفه في باريس وسيت (جنوب). الا ان المتحف على ما يقول سيساهم في شرح عملية الابداع.
ويقول دوكرون للزوار "انه فن تجريدي لن نفسره لكم، لكننا سنرافقكم لنقول لكم كيف يتم ابداع العمل".
ويعود سولاج ايضا الى روديز حيث ولد ليلة عيد الميلاد العام 1919. والده الذي توفي و هو في سن الخامسة كان صانع عربات خيل. اما والدته "التي بالكاد كانت تقرأ وتكتب" فكانت تدير متجرا لمستلزمات صيد السمك والطيور.
يقول الرسام انه لا يزال معجبا بكنيسة سانت فوا في كونك على بعد 42 كيلومترا من روديز حيث ادرك مراهقا انه سيمتهن الرسم. وتضم قاعة عالية السقف في المتحف التصاميم التحضيرية للزجاجيات التي تصورها لكونك. وقد استمرت هذه المغامرة سبع سنوات بين عامي 1987 و1994 للتوصل الى نوع معين من الزجاج وانجاز 104 زجاجيات تتناسق مع الكنيسة العائدة للقرن الحادي عشر.
وسيكتشف الزوار لوحات رسمها على ورق وهي رائجة جدا راهنا. وقد انجز سولاج هذه الاعمال بين عامي 1946 و1948 مستخدما صباغ الجوز الذي يعتمده الحرفيون.
اما مبنى المتحف فقد صممته شركة هندسة معمارية كاتالونية وهو يكاد يختفي وسط حديقة فوراي والمرتفع الصخري الذي بنيت عليه روديز. ويقول الفنان ان "هندسة المبنى مثالية وفولاذ الجدران يتماشى كليا مع لون حجارة الكاتدرائية المجاورة".