واشنطن - رولا عيسى
يحدث للجرم الأقرب إلى الأرض خسوفًا نادرًا، السبت، ويتغير لونه إلى "القرمزي" ويسمونه "القمر الأحمر" في ظاهرة سبقها خسوفان من النوع نفسه العام الماضي، ويليهما هذا الخسوف، وآخر رابع بعد 6 أشهر، وقبله أو ربما بعده بوقت قصير "سيقع في الشرق الأوسط حدث يهز العالم"، طبقًا لتوقعات كتاب أميركي فسر تزامن الخسوفات الأربعة مع مناسبات دينية مسيحية ويهودية هذه المرة، بأنَّه إشارة إلى اقتراب الحدث الموعود.
وسيكون خسوف السبت هو الأقصر للقمر في القرن الحالي، طبقًا لبيان أصدرته "الجمعية الفلكية في جدة" ووصفته فيه بأنَّه نادر، لأنَّ مرحلة الخسف الكلي ستدوم 4 دقائق و43 ثانية فقط، فيما أفاد رئيس الجمعية السعودية، ماجد أبو زاهرة، أنَّه "سيحدث نهارًا في المنطقة العربية، لذلك لن تتم مشاهدته فيها"، بل فقط في غرب أميركا الشمالية وشرق آسيا والمحيط الأطلسي وأستراليا ونيوزيلندا.
أما خسوف العام الماضي، فحدث في 15 نيسان/ أبريل، يوم بدأت احتفالات عيد الفصح اليهودي، وتلاها بعد يومين الفصح المسيحي، فيما حدث الخسوف الثاني في 8 تشرين الأول/ أكتوبر، فصادف "عيد المظال" المعروف باسم Sukkot لليهود، كذلك يتزامن خسوف هذا السبت مع الفصح اليهودي والمسيحي، ويتزامن الرابع في 28 أيلول/ سبتمبر المقبل مع "عيد المظال" اليهودي أيضًا، وهي 4 خسوفات متتالية، في جميعها يصبح القمر "دموي اللون"، وهو ما أثار قلق راعي كنيسة أميركية.
وأصدر مؤسس وراعي كنيسة "كونرستون" في مدينة سانت أنطونيو في ولاية تكساس، القسيس الإنجيلي، جون هاغي، في 2013، كتابًا سماه "أربعة أقمار حمراء.. شيء ما سيتغير قريبًا".
وتوقع "الحدث الذي سيهز العالم"، إلا أنَّه لم يذكر أي تفاصيل عنه، سوى أنَّه سيحدث في الشرق الأوسط "بين نيسان 2014 وتشرين الأول 2015"، طبقًا لما قال في الكتاب الذي باع منه مئات الآلاف، مع أنَّه جمع لمحاضرات سابقة ألقى معظمها في 2012 بالمعنى نفسه تقريبًا.
وذكر القسيس البالغ عمره 71 عامًا، أنَّ "العالم يتغير"، وعبَّر عن اعتقاده "بأننا، وخلال العامين القادمين، سنشهد حدثًا جذريًا في الشرق الأوسط يتعلق بإسرائيل، يمكنه تغيير مسار التاريخ ويؤثر في العالم بأسره"، لظنه بوجود صلة مباشرة بين مواقيت الخسوفات وتزامنها مع مناسبات دينية يهودية ومسيحية، معززًا ما قال بأدلة.
ومن الدلائل التي أوردها أنَّ "القمر الأحمر" حدث خسوف شهير له في 1439 وتزامن مع نفي اليهود من الأندلس، من دون أن يذكر في الكتاب أن الطرد لحق بالمسلمين هناك أيضًا.
وحدث في 1949 خسوف آخر تحول معه القمر إلى "أحمر" عند تأسيس دولة إسرائيل. وفي حرب 1967 التي وقعت بينها من جهة وبين الأردن وسورية ومصر من جهة ثانية، واحتلت فيها القدس وسيناء والجولان وأراضي من الأردن، تلون القمر بدموي أحمر في خسوف تزامن مع الحرب أيضًا.
لكن "ناسا" الفضائية تشرح تلون القمر الدموي بأنه ظاهرة طبيعية، مع اعترافها في خبر نشرته صحيفة "صنداي إكسبرس" البريطانية، الأحد الماضي، بأنَّ حدوث 3 خسوفات "قمر أحمر" متتالية، أو Tetrad فلكيًا "أمر لم يحدث إلا 3 مرات طوال 500 عام مضت"، في حين نراه يحدث 4 مرات متتالية بين نيسان 2014 وأيلول 2015.
وشرحت الوكالة الأميركية، تفاصيل الخسوف القمري الأحمر، أن الجار الفضائي الأقرب إلى الأرض يصطبغ بلون دموي حين تتوسط الأرض بينه وبين الشمس، فيقع عليه ظلها، مصطحبًا معه الوهج الشمسي، وهو برتقالي مائل إلى الحمرة عادة، فيحمرّ أديمه ويبدو لمن يعاينه غريبًا وبلون يفتح شهية المتوقعين نهاية العالم مع كل ظاهرة نادرة.