واشنطن - رولا عيسى
كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا أنه يمكن التمييز بين الحيوانات المفترسة والفرائس عن طريق شكل حدقة العينين.
وأشار الباحثون إلى أن أنواع الفرائس المختلفة مثل الأغنام والماعز تتميز بحدقة على شكل شق أو خط أفقي أو صندوق بريد، بينما تتميز الحيوانات المفترسة مثل القطط والتماسيح وغيرها بحدقة عين على شكل شقوق عمودية.
وأرجع العلماء ذلك الاختلاف إلى سبب وجيه، إذ أظهرت الاختبارات أن العيون التي تتميز بحدقة عين على شكل خط أفقي، تعطيها مجالاً موسعاً للرؤية، كما تدعمها بمساحة مرئية بانورامية تحسن فرصتها في اكتشاف اقتراب الخطر.
وتحسن الحدقة على شكل خط عمودي مجال الرؤية بشكل أعمق، فضلاً عن القدرة على تقييم المسافات، التي تعتبر ضرورية للحيوانات التي تصطاد فريستها من خلال الانقضاض عليها.
ويتميز شكل حدقة العينين للقطط المنزلية بشقوق عمودية، وهو الأمر المختلف لدى الأسود والنمور الكبيرة والكلاب، التي تتمتع بحدقة عين مستديرة.
وتظهر حدقة العين ذات الشقوق الرأسية أو العامودية، لدى الحيوانات التي تقترب من الأرض، أما الناس طوال القامة فيمتلكون حدقة عين مستديرة، مثل معظم الطيور الذين يتميزون برؤية عبر المجال الجوي.
وأجرى الفريق البحثي دراسة على أكثر من 214 نوعًا من الحيوانات الأرضية، للكشف عن حدقة العين التي تأخذ شكل الشقوق التي يمكن توسعتها وإغلاقها، والتي تسمح للقطط بالرؤية في الضوء الخافت وحماية العينين من ضوء الشمس.
وكشفت الاختبارات عن مؤشرين رئيسين لتقدير المسافة، هما السرعة التي تتحرك بها الأشياء القريبة عبر مجال الرؤية والضبابية خارج نطاق الرؤية، ما يتوفر لدى الحيوانات التي تمتلك حدقة عين بشكل رأسي إلى جانب عيون أمامية وليست جانبية، والتي توضح السبب وراء أن عيون القطط تأخذ الشكل الرأسي.
وأوضح قائد الفريق البحثي "لاحظنا شيئاً غريباً في هذه الدراسة، وهو أن بؤبؤ العين الذي يتميز بشقوق رأسية يميز الحيوانات المفترسة التي تقترب من الأرض"، ونشرت الدراسة في مجلة "Science Advances" الأميركية .
وأوضحت الدراسة أنه من بين 65 حيوانًا مفترسًا، يتميز شكل 44 نوعًا بحدقة عين رأسية، ويتسم ما نسبته 82% من الحيوانات التي خضعت للدراسة بمستويات كتف تقل عن 16.5 بوصة بعداً عن الأرض.
ولفت العالم البارز مارتن بانكز، متحدثا عن الحاجات البصرية الرئيسية للفريسة، إلى "أن أول متطلب بصري رئيسي لهذه الحيوانات هو كشف اقتراب الحيوانات المفترسة، وهي الحيوانات التي يقترب طولها عادة من الأرض، لذلك هي في حاجة إلى رؤية المجال بصورة بانورامية، أما الحاجة الثانية للرؤية والتي تعتبر حاسة، هو كشف المجال المناسب للهروب، وذلك لضرورة توفر مجال الرؤية الكافية في زاوية العين للجري السريع والقفز فوق الأشياء".