واشنطن - يوسف مكي
حذَر رئيس الجمعية العالمية للأرصاد الجوية ميشيل جارود من كافة التهديدات التي تشكلها ظاهرة الاحتباس الحراري، مشيرًا إلى أن نقص المياه يعتبر الأثر الأكثر خطورة، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة في العالم إلى نقص الغذاء والماء والهجرة الجماعية.
ومن المتوقع بحلول عام 2025 أن يعيش نحو2.8 مليار شخص في مناطق شحيحة المياه، وهو ما يزيد بشكل كبير عن العدد الحالي المقدر ب 1.6 مليار شخصا يعيشون حاليا في مناطق شحيحة المياه، وستكون آسيا وأجزاء من أفريقيا والشرق الأوسط المناطق الأكثر تضررا، فضلا عن التنبؤ بتأثر مناطق من أستراليا والولايات المتحدة وجنوب أوروبا.
وأضاف السيد جارود لـ كاربون بريف " " أنه على الرغم من مرور أعوام قليلة على سلسلة الأزمات الغذائية، إلا أن كل مكونات الأزمة موجودة وتنذر بالحدوث على نطاق واسع"، وأعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في وقت سابق من هذا الأسبوع أن جنوب أفريقيا يواجه نقصا في المواد الغذائية والجفاف، وأن الأزمة تفاقمت بسبب نمط الطقس وتأخر زراعة المحاصيل فى جميع أنحاء المنطقة.
وأضافت منظمة "الفاو"، "يثير وجود ظاهرة النينو المناخية في 2015 مخاوف مثيرة بشأن أثر ذلك على انعدام الأمن الغذائي"، وتأثر الحصاد الإقليمي الموسم الماضي بشدة جراء ظروف الجفاف ما يثير مخاوف بشأن انخفاض معدل الإنتاج مرة أخرى من المحاصيل الرئيسية من الحبوب مثل الذرة.
وتابعت "انخفض انتاج الذرة عام 2015 والذي يمثل 80% من إجمالي إنتاج الحبوب بنسبة 27% بسبب سوء الأحوال الجوية"، وكشفت منظمة اليونيسيف أنها تشعر بالقلق بشكل خاص إزاء مصير ملاوي التي تكافح بسبب نقص الغذاء".
وأطلقت "اليونيسيف" فحصًا شاملا لسوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة في حوالي 90% من البلاد وسط تقارير عن نقص الغذاء وارتفاع الأسعار ما يسبب زيادة الجوع، وقالت "اليونيسيف" أن ملاوي تعاني في التعامل مع الجفاف والعجز الأول في محصول الذرة خلال عشرة أعوام.
وأجبرت الأمطار الغزيرة في يناير/ كانون الثاني في جنوب شرقي أفريقيا البلاد إعلان نحو نصف أراضيها كمنطقة كوارث حيث دمرت الفيضانات المحاصيل وقتلت أكثر من 100 شخصًا وشردت 340 ألفا، ما أدى إلى انخفاض محصول الذرة هذا العام بنسبة 28%، ويتوقع الخبراء أن تسبب ندرة الغذاء أزمة للاجئين حيث أصبحت أجزاء واسعة من الأراضي غير الصالحة للسكن ما دفع الناس إلى الهجرة الجماعية.
وأوضح السيد جارود " كثيرًا ما نفكر في ظاهرة تغير المناخ من حيث الحرارة ولكن في الواقع الأثر الاهم لذلك هو تأثر دورة المياه، وفى المناطق التي تعاني من نقص المياه، سيكون هناك المزيد من الضغط على موارد المياه".
ويعتقد رئيس الجمعية العالمية للأرصاد الجوية، أن ظاهرة الاحتباس الحراري ستجعل المشكلة أكثر سوء من خلال تغيير أنماط الطقس والتي ستؤدى بدورها إلى انخفاض مستويات هطول الأمطار في بعض المناطق وهو ما ينتج عنه نفاذ إمدادات المياه الجوفية، مضيفًا "ستزيد شدة موجات الحر والجفاف في بعض أجزاء من العالم". لافتًا إلى أن الأمراض ستؤثر على أجزاء جديدة من العالم لم تتواجد فيها من قبل.
وأفادت جريدة "الأندبندنت" بأنه مع نمو السكان ستزيد مشكلة نقص الغذاء، وتوقعت الأمم المتحدة ارتفاع عدد سكان العالم إلى 11.2 بليون نسمة بحلول نهاية هذا القرن، في حين يبلغ عدد سكان العالم حاليا 7.3 بليون مع زيادة النمو من أفريقيا والتي تعتمد على الكثير من الموارد بالفعل.