الدار البيضاء - جميلة عمر
دقَّ حقوقيون مغربيون ناقوس الخطر في حوالي 18 قرية منكوبة في إقليم أزيلال بعد تساقطات ثلجية قياسية خلال هذه السنة، أدت إلى قطع جميع المسالك والطرق، وحالت دون وصول شاحنات نقل المواد الغذائية، وعزلت آلاف السكان في ظروف "مأساوية"، حسب الحقوقيين أنفسهم.وحسب مصدر حقوقي فإن الحكومة في مشاكلها الشخصية ، والصراعات غير المنتهية والتي تدور رحاها في قبة البرلمان
، غير حاسة بمشاكل المواطنين ، خاصة الموجودين في المناطق الجبلية مثل منطقة أزيلال ، مع العلم أن هذه الحكومة مجبرة على التدخل العاجل لإنقاذ السكان، خاصة أن غالبهم نساء وأطفال وشيوخ. هذه المناطق الأكثر عزلة في المغرب ، كان على الدولة أن تعطيها أولوياتها إدراجها ضمن المناطق المنكوبة التي تحتاج تدخلاً فوريًا، ونقل المساعدات بالشاحنات بشكل عاجل إليها لإنقاذ أرواح أطفال تزهق نتيجة البرد. ولا تتوقف مأساة السكان عند تساقط الثلوج، وما يعنيه ذلك من انقطاع عن العالم الخارجي، وعدم التمكن من الولوج إلى الخدمات الصحية والتعليمية والتوصل بالمواد الغذائية، وبحطب التدفئة، بل أيضًا تتواصل مأساتهم بسبب الوديان، إذ ما أن يصحو الجو وتعود الشمس إلى الظهور، تبدأ الثلوج في الذوبان وتمتلئ الوديان والشعاب لتهدد السيول الجارفة كل من حولها.المدارس التعليمية في المنطقة وهي خمس مجموعات متوقفة عن العمل منذ أربعة أيام، وكل مجموعة من هذه المدارس تضم فرعيات عدة كلها متوقفة نتيجة انقطاع الطرق والمسالك.
وفي اتصال هاتفي برجل تعليم في المنطقة، صرح إلى "المغرب اليوم" أن كاسحات الثلوج تمنع التلاميذ والمعلمين من الذهاب إلى المدرسة ، وهذا راجع بطبيعة الحال إلى غياب طرق معبدة تقود إليها، كما أن بنية بعض المدارس لا تتلاءم مع الظروف الطبيعية التي تعرفها المنطقة كل سنة، إذ إن بعضها مبني بالقصدير، ما يجعل الأطفال خاصة البالغين 7 و8 سنوات يعانون بشكل أكبر، نتيجة البرد القارس حتى في الأقسام التي يتوفر فيها حطب تدفئة على ندرته.