لندن - كاتيا حداد
تتميز أسماك القرش القطية، وأسماك القرش المنتفخة بقدرتها الممتازة على التمويه عندما تختبئ في سرير رملي من البحار الضحلة أو في النتواءت الصخرية. ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية فإن هذه الحيوانات البحرية تخضع لتحولا جذريا بتتوهجها باللون الأخضر في المناطق المظلمة في أعماق المحيط.
واكتشف العلماء حاليا كيفية هذا التوهج، ووجدوا أن قدراتهم على التحول للون الفسفوي تصبح أقوى كلما سبحت في المناطق العميقة. ويعتقد الباحثون من المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي أن الأسماك تتوهج مع زيادة الظلام حتى يتمكنوا من التواصل مع بعضهم البعض. و تكشف خاصية "الظهور بلون فسفوري" أخيرا عن قدرة بعض المخلوقات على امتصاص الضوء وإعادة انبعاثها منها بطول موجي أو لون مختلف. وتختلف هذه الخاصية عن "التلألؤ البيولوجي" الموجودة في الحيوانات مثل الأسماك التي توليد الضوء من خلال تفاعل كيميائي لإغراء فريستها نحوها.
وللكشف عن أسرار أسمك القرش القطية المتوهجة بنى جون سباركس وزملاؤه كاميرا خاصة لـ"عين القرش" لالتقاط العالم تحت الماء و الطريقة التي ترى بها أسماك القرش. ودرس الباحثون - على وجه التحديد - نوعين من أسماك القرش القطي، والأسماك المنتفخة، وكلب السمك ( سمك من نوع القرش تصنع منه الملوحة من النوع النيلي الصغير). ومن خلال دراسة مستقبلات الضوء في عيون أسماك القرش باستخدام تقنية " قياس شدة موجات الطيف تحت المجهر. وجد الخبير البيطري في جامعة "كورنيل" إليس لوف أن هذه الأسماك لديها حساسية إزاء الضوء المنخفض بأكثر من 100 عن البشر بسبب وجود صبغات ممتدة الطول في عيون أسماك القرش. ولم تكن الكاميرا الموضوعة في عيون القرش حساسة للغاية فحسب، وإنما ركبت أيضا مع مرشحات لحجب الضوء الأزرق.
وحسب الصحيفة، غطس الباحثون بالكاميرا في الليل على عمق 100 قدم، أي (30 مترا) في منطقة "سكريبس كانيون" قبالة ساحل جنوب كاليفورنيا، وتم تحفيز خاصية "الظهور بلون فسفوري" من خلال تسليط ضوء أزرق مكثف على أسماك القرش. وأظهرت الصور الناتجة كيف أن الأنماط المذهلة من الألوان على جلد أسماك القرش تصبح أكثر وضوحا كلما سبحوا إلى الأعماق المظلمة في المياه. وقال جون سباركس "خاصية الظهور بلون فسفوري تجعل من السهل رؤية أسماك القرش لأفراد فصيلتها". وحدد سباركس وفريقه أكثر من 180 نوعا من الأسماك التي تتوهج في مجموعة واسعة من الألوان والأنماط، وذكر أخيرا أن الملحوظة الأولى لهذه الخاصية كانت في السلاحف البحرية.