عمار شيخي- الرباط
احتضنت الرباط لقاءً دوليًا حول موضوع تأثير أزمة الماء والتغيرات المناخية على الهجرة اليوم السبت بمبادرة من التحالف المغربي للماء ومركز القانون المقارن للبيئة لمدينة ليموج ومؤسسة شرق-غرب.
وتميّز اللقاء بتنظيم معرض فوتوغرافي حول"الهجرات في المغرب: نظرة أخرى"، للصحافي الاسباني جيسيس بلاسكو دي أفالانيدا، يسلّط الضوء على حقيقة الهجرة من أفريقيا نحو أوروبا حيث يُغادر آلاف الشباب والنساء والأطفال والمرضى منازلهم وأراضيهم "سعيا وراء مستقبل أفضل وهربا من الفقر والمجاعة والحرب".
وبينما أبرز وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أهمية الماء في الإسلام وتأثيره على حركات الهجرة، أوضح رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان، ادريس اليزمي، خلال كلمة بالمناسبة، أهمية مكافحة ندرة المياه، معتبرا أن إشكالية الماء قد تم تجاهلها لفترة طويلة من قبل خبراء الهجرة. وبخصوص الإطار القانوني في مجال الهجرة، شدّد على ضرورة تعميق النقاش بهذا الشأن لتتم إعادة إدراج قضية "الهجرة المناخية" ضمن مقاربة شاملة حول الهجرات البشرية.
من جهة أخرى، أوضحت حورية التازي صادق، رئيسة التحالف المغربي للماء، أن هذا اللقاء المنعقد حول "أزمة الماء والتغيرات المناخية والهجرة"، شكّل مناسبة لبحث آثار أزمة الماء على الهجرة، مبرزة أن "انتقال السكان بسبب التغيرات المناخية يُعد أحد التحديات الكبرى" التي تواجهها البشرية. وأضافت أن الماء يبدو عند استكشاف الروابط بين الهجرات وتدهور البيئة عنصرًا للتحليل المهيكل والمهم الذي يمكّن من تحديد المناطق الهشة انطلاقا من تشخيص هذه المادة الحيوية.
مشيرة إلى أن العديد من التقارير أثبتت أن ندرة الماء والتصحر تدفع السكان إلى الهجرة، وحذّرت من مخاطر تفاقم ظاهرة التغيرات المناخية، مضيفة أن هذا اللقاء يرمي إلى مباشرة تفكير حول الروابط بين الماء والتغيرات المناخية والهجرة لفهم التفاعلات بينها والمساهمة في إعداد إطار قانوني ملائم وفي الجهود المبذولة للتخفيف من آثار أزمة الماء والتغيرات المناخية حول هذه الظاهرة.