رام الله - وليد أبوسرحان
باتت خنازير المستوطنين أداة إسرائيلية أخرى للتنكيل بالفلسطينيين وتدمير محاصيلهم الزراعية لإجبارهم على ترك أراضيهم، تمهيدًا للاستيلاء الإسرائيلي عليها، وضمها للمستوطنات المنتشرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتقوم جماعات استيطانية بإحضار أعداد كبيرة من الخنازير بشاحنات إلى شمال الضفة الغربية وإطلاقها في أراضي المزارعين، الأمر الذي يُلحِق أضرارًا فادحة بمزروعاتهم ويؤدي إلى تخريب أراضيهم الزراعية.ويواصل المزارعون في شمال الضفة الغربية الشكوى من خنازير المستوطنين، مطالبين الجهات المسؤولة مساعدتهم في التخلص من تلك الآفة.وتواصل خنازير المستوطنين البرية التي يطلقها الاحتلال والمستوطنون في أراضي المواطنين، تخريب واتلاف الاشجار والمزروعات الفلسطينية بشكل يومي.وأكَّد عدد من المزارعين "أن الخنازير تقوم بأكل الثمار وتكسر الأشجار"، ومشيرين الى مقدرتها على هدم بعض الجدران الاستنادية اثناء تسلقها عليها، وذلك الى جانب إتلاف الكثير من المزروعات.وأوضحت مصادر فلسطينية بان الخنازير تهاجم أحيانًا المزارعين خلال عملهم في حقولهم مما يولد حالة من الخوف والرعب وترك المزروعات لكثرة أعداد الخنازير وسيرها في مجموعات كثيرة العدد، لافتةً إلى أن ذلك اضطر المزارعين الى عدم زراعة أراضيهم الصيفية خشية إتلافها من قبل قطعان الخنازير المنتشرة بكثرة.ومن جهته ناشد رئيس مجلس قرية فلامية شمال الضفة الغربية يوسف أبو ظاهر وزارة الزراعة الفلسطينية السبت لوضع حدٍ عاجل لانتشار الخنازير في أراضي البلدة واقترابها من منازلهم.وأوضح أبو ظاهر ان هذه الظاهرة الخطرة باتت تؤرق جميع أهالي القرية، بعد قيام المستوطنين بنقل حوالي 100 خنزير من الأحجام الكبيرة والشرسة، موزعة على شاحنتين اسرائيليتين من محمية طبرية، وتفريغها في أراضي القرية.من جهته، أكَّد مستشار التنمية والتخطيط في مدينة قلقيلية حسين الصيفي خطورة ما يمرّ به أهالي القرية، حيث يكثر فيها العمل الزراعي عبر البيوت البلاستيكية التي تتعرض لتحطيم كامل من قبل هذه الخنازير، ما يؤدي لخسائر كبيرة للمزارعين.وعبّر المواطنون عن قلقهم الكبير على حياتهم، وحياة أبنائهم، بسبب اقتراب الخنازير من منازلهم وتجولها بين البيوت ليلاً، وطالبوا قوات الأمن الوطني الفلسطيني بالوقوف عند مسؤولياتها وحمايتهم وإنهاء هذه الظاهرة بشكل عاجل.ويعتقد المواطنون والمزارعون بأن المستوطنين يسعون لتهجيرهم من أرضهم من خلال تدميرهم محاصيلهم الزراعية، والتي تعتبر مصدر الدخل للكثير من الاسرة الفلسطينية.جدير بالذكر أن فلامية تقع شمال شرق مدينة قلقيلية، على الطريق الواصل بين المدينة ومدينة طولكرم، وصادر الاحتلال مساحات كبيرة من القرية لإقامة الجدار الفاصل، وليست المرة الأولى التي تتعرض القرية لهجمات المستوطنين بالاعتداء المباشر على المواطنين أو استخدام الحيوانات الشرسة كالخنازير.