غزة ـ محمد حبيب
تتواصل جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المزارعين الفلسطينيين والأراضي الزراعية في قطاع غزة، خصوصًا الأراضي الحدودية التي تعاني الحصار الذي يفرضه الاحتلال على القطاع، إضافة إلى العدوان والهجمات العسكريّة المتكررة على قطاع غزة، التي عمّقتْ من معاناة المزارعين. وعلى الرغم من تضمين اتفاق التهدئة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية لبند يسمح للمزارعين بالعودة إلى العمل في المناطق الحدودية، إلا أنّ إسرائيل تعمد وبشكل يومي لاستهداف المزارعين في هذه المناطق، متسببةً في مقتل 4 مواطنين وإصابة العشرات منذ إعلان وقف إطلاق النار وتحويل حياتهم إلى واقع لا يطاق. وحرصًا على استغلال الأراضي الزراعية الواقعة على الحدود مع الأراضي المحتلة، ولصعوبة الوصول إليها جراء إجراءات الاحتلال التعسفية والممنهجة في منع المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم، ابتكر خريجا هندسة حاسوب في الجامعة الإسلامية المهندسان لطفي أبو غزالة وعبد الله مكي، جهازًا للتحكم عن بعد، يُمكن المزارعين من الاهتمام بأراضيهم المُحاذيّة للحدود، في الأوقات التي لا يتمكنون فيها من الوصول إليها. وأكدّ أبو غزالة "أن الفكرة كانت عبارة عن مشروع تخرج، ولكننا قدمنا الفكرة لمشروع مبادرون حتى لا تقف عند حد التخرج، بل لتصبح منتجًا يمكن الاستفادة منه وبيعه". وبيّن أنّ فكرة المشروع تعتمد على تمكين المزارعين في الأراضي الحدودية أو البعيدة عن مساكنهم من العناية بأراضيهم، عن طريق جهاز يتحكم به من بعد بـ(SMS)، ويعطي تغذية راجعة بحالة الأرض، مثلاً الأرض مرويّة أو جافة، أو بحال عدم توافر الماء أو الكهرباء. وأشار إلى أنّه "يتحكم المزارع من داخل بيته بتشغيل سقاية الأرض، ويمكنه استقبال إشارات بوجود أي خطر"، مبينًا أنهما استفادا من ثورة الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة في التخفيف من معاناة المزارعين، الذين يجدون صعوبة في الوصول إلى أراضيهم المحاذيّة للأراضي المحتلة". ولفت إلى أنّ الفكرة جاءت نتيجة حاجة المجتمع، فبلديّة غزة كانت قد طلبت تنفيذ مشروع مماثل من شركات أجنبية، وأيضًا الفكرة كانت قبل التهدئة، إذ كان من الصعب الوصول إلى الأراضي الحدودية الخصبة. وأكدّ "استخدمنا تقنية (sms) الموجودة في الهاتف النقال، وأدخلناها على جهاز التحكم، الذي صمم وزود بشريحة هاتف للاتصال بين المزارع والجهاز عن طريق إرسال رسالة إلى الهاتف النقال للمزارع يخبره بوجود مشكلة ما، على إثرها يعطي المزارع أمرًا للجهاز بحل المشكلة في حال كانت متعلقة بسقاية المزروعات، ليقوم الآلي المصغر بالسقاية عبر أسلاك وتوصيلات معينة". وعن الصعوبات التي واجهتهما في أثناء العمل بيّن أنها كانت تكمن في نقص التمويل، وعدم توافر القطع الإلكترونية اللازمة لعمل الجهاز، الذي تم تجاوزه بالدعم المادي وتوفير القطع من مشروع "مبادرون 2". ونوه أبو غزالة إلى أنّ المشروع استغرق 4 أشهر بالبحث عن المشاكل وحلولها، و3 أخرى في التطبيق الفعلي، آملاً ربط الجهاز بشبكة الإنترنت والشبكات الاجتماعية.