أغادير – عبد الله أكناو
أغادير – عبد الله أكناو
شهدت منطقة أنزا في ضواحي أغادير المغربية تسَرُّبًا لغاز "الأمونياك" وهو غاز سام له الرمز الكيميائي "NH3"، ويُستعمل عادة في آلات التبريد والمصانع الكبيرة، وتسربت رائحته من إحدى معامل تصبير السمك كوبليما Coplema في أنزا، في الساعة التاسعة والنصف ليلاً من مساء الخميس، فضلاً عن حالة من الهلع والخوف أصابت السكان في الأحياء المجاورة، نتيجة انتشار رائحة خانقة تسبَّبت في حالات سعال
حادّ وغثيان وقيء وضرر وحُرقة في العيون والأنف والحنجرة، خصوصًا لسكان حيّ الوحدة المجاور للمعمل.
وأكَّد رئيس الجمعية رشيد فاسح إبراهيم أوتحيون أن الروائح الخانقة انتشرت وامتدت إلى باقي الأحياء نتيجة هبوب رياح شرقية غربية، ونقَلَت سيارة الإسعاف أحد ضحايا هذه الكارثة البيئية (هو أحد العاملين في الشركة، والذي حاول إيقاف هذا التسرُّب في غياب وسائل وقائية) على وجه السرعة نتيجة إصابته باختناق شديد إلى مستشفى الحسن الثاني لتلقِّي العلاجات، فيما تُجهَلُ حتلى صباح الجمعة أسباب هذا الحادث الخطير من نوعه، وهذا التسرّب لغاز سامّ وخطير.
وعَرَف محيط المعمل تجمهرًا واستنكارًا من السكان المجاورين الذين حاولوا اقتحام المعمل ومعمل الزيوت بسبب هذه الحوادث الخطيرة المتكررة، كما قامت جمعية "بييزاج" للبيئة باتصالات مكثَّفة مع جهات أمنية وسلطات محلية للتبليغ عن الحادثة في حينها، للقيام بالإجراءات الكفيلة بعدم تطوُّره الى مستوى الكارثة على صحة وسلامة السكان، الذين أصيبوا بخوف كبير على الأطفال والرضّع وكبار السن خصوصًا.
وهُرِعَت على وجه السرعة السلطات المحلية والوقاية المدنية والشرطة العلمية، وكذلك نشطاء البيئة من المجتمع المدني إلى المكان ذاته لمعاينة هذا الحادث الخطير، ومعرفة مصدر وملابسات تسرّب الغاز، وإيقاف هذا التسرّب، ومقاومتهم للانتشار الكثيف للروائح الخانقة، وذلك لما تمليه المسؤولية الوطنية وحماية المواطنين.
وحسب مصادر جيّدة الاطلاع لــ"المغرب اليوم" فقد أعطى والي أغادير تعليماته بإيقاف هذا المعمل عن العمل على الفور، وبإيفاد لجنة مختصة ومختلطة لتقصي الحقائق، ولإعداد تقرير مُفصَّل عن هذه الواقعة الخطيرة من نوعها بيئيًا وصحيًا على سلامة وصحة وأمن المواطنين في منطقة أنزا (ضواحي أغادير).
وسبق لجمعية "بييزاج" أن أشارت في تقاريرها إلى كون المنطقة المعروفة بكثرة وانتشار المعامل فيها منكوبة بيئيًا، وتعيش وضعًا بيئيًا مقلقًا، تنضاف إليه الحوادث الخطيرة والغازات والروائح الكريهة، فيما قرر السكان خوض وقفات احتجاجية ضد هذا التدهور البيئيّ المتواصل في منطقة أنزا.
جمعية "بييزاج" للبيئة وجمعية "أنزا" للبيئة والتنمية اعتبرتا حادث تسرب غاز " الأمونياك السامّ" بمتابثة خطر كيميائي كان سيصبح كارثيًا وله مضاعفات خطيرة لولا الألطاف الربانية ويقظة المواطنين في المنطقة بالخروج من منازلهم، والاستفسار عن مصدر الغازات السامّة، وتجنُّد المجتمع المدني والسلطات المحلية والوقاية المدنية والشرطة العلمية.
وحمَّلَت المسؤولية الكاملة للشركة عن هذه الحادثة الخطيرة نتيجة عدم اتخاذ تدابير السلامة والوقاية الواجبِ اتخاذُها في هذه الحالات، والقيام بتعزيز الصيانة وبمراقبة التجهيزات التي تَستعمل هذه الغازات الخطيرة في المبرِّدات والتصبير، وهو ما يشكل خطرًا على العاملين في المعمل، وكذلك على السكان المجاورين.
ونوَّهَت بالتعاون الكبير القائم بين السلطات الحكومية والأمنية والمحلية والوقاية المدنية والمجتمع المدني في التدخّل والتصدِّي لهذه الحوادث الخطيرة، بما تمليه الغَيْرَة على سلامة وصحة المواطنين.