برلين ـ جورج كرم
برلين ـ جورج كرم
أدّى تحوُّل مصادر الطاقة في ألمانيا من الطاقة النووية والفحم والبترول والغاز الطبيعي إلى الطاقة المتجددة إلى انتشار أجهزة الطاقة الشمسية فوق أسطح المنازل، لكن طموح المواطنين لم يتوقف عند هذا الحد، فهناك من يُفكِّر في شراء الشبكة الكهربائية في المدينة.ووصل الأمر بهؤلاء وهم من الشباب في منتصف مرحلة العشرينات إلى تكوين حركة تعاونية تهدف
إلى وضع شبكة مدينة برلين تحت تصرف وإدارة المواطنين عندما تقوم مؤسسة "فاتينفول" السويدية بطرحها للبيع خلال العام المقبل.وتضم هذه الحركة الآن، والتي أسسها اثنان من الطلبة، ما يقرب من ألف عضو يدفع كل منهم مبلغ 500 يورو مقابل السهم الواحد، وجمعت الحركة مبلغ 5.5 مليون يورو.ولا يزال المبلغ الذي جمعته الحركة صغيرًا، حيث يقول الخبراء إن الشبكة الحالية تُقدَّر قيمتها بمبلغ 800 مليون يورو، وتزعم الشركة بأن قيمتها تبلغ 3 مليار يورو، وتواجه الحركة منافسة من جهات أخرى ترغب في شراء شبكة المدينة الكهربائية. وسوف يصبح بمقدور من سيرسو عليه عطاء الشبكة أن يديرها خلال الفترة من العام 2015 وحتى العام 2035.وشنّ نشطاء في هامبورغ وغيرها من المدن الألمانية حملات مماثلة من أجل استعادة إدارة شبكات الكهرباء المحلية في تلك المدن، وفي مدينة شوناو يقوم السكان من خلال هيئة تعاونية بإدارة شبكة الكهرباء المحلية في المدينة منذ فترة التسعينات، وباتت هذه المدينة بمثابة الأسوة الحسنة التي تَحتذي بها بقية المدن الألمانية.يُذكر أن التوجهات في ألمانيا حاليًا تميل إلى دعم التحول إلى الطاقة المتجددة، والحد من استخدام الفحم، والتوقف عن استخدام الطاقة النووية مع حلول العام 2022، وكذلك الحد من الانبعاثات التي تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة 40 في المائة مع نهاية العقد الجاري، وبنسبة 95 في المائة مع حلول العام 2050.وتقوم ألمانيا بتوليد ربع طاقتها الكهربائية من الطاقة المتجددة، وفي الأيام المشمسة خلال شهر حزيران/ يونيو تقوم الرياح والطاقة الشمسية بتوفير نسبة 60 في المائة من حاجات البلاد من الطاقة.
ومع ذلك، فإن مشروع التحوُّل إلى الطاقة المتجددة يبدو غير مكتمل، حيث ما زالت بعض المناطق في ألمانيا تعتمد على الفحم الشديد التلوث، كما أن المواطن الألماني يتحمل تكلفة فاتورة الكهرباء العالية.وتحصل شبكة برلين الكهربائية وهي الكبرى في ألمانيا على أكثر من 90 في المائة من الطاقة الكهربائية من الفحم، وهي نسبة عالية تُعيق التزامات ألمانيا بشأن تغيّرات المناخ، بل تُعيق أهدافها بشأن الطاقة المتجددة.وتنتج ألمانيا نسبة 40 في المائة من طاقتها المتجددة على يد شركات محدودة النطاق، ويوفر المزارعون وحدهم نسبة 11 في المائة من تلك الطاقة، وهناك تزايد في عدد الشركات التعاونية لإنتاج الطاقة، والتي تضاعف عددها أربعة مرات منذ العام 2009 ووصلت إلى 735 شركة تعتمد في غالبها على توليد الطاقة الشمسية، أما الشركات الكبرى فهي تنتج نسبة 6.5 في المائة فقط من الطاقة المتجددة في ألمانيا.وفي حالة نجاح سكان برلين في شراء شبكة الكهرباء المحلية في المدينة فإنهم سوف يضخُّون أرباحها في الشبكة لتطويرها وتعجيل مشاريع الطاقة المتجددة.