نيويورك ـ سناء المرّ
حذرت الأمم المتحدة ، من أن واحدا من كل ثلاثة أشخاص في ناميبيا معرضون لخطر سوء التغذية ، باعتبارها البلد الأكثر جفافا في الصحراء الكبرى لأفريقيا، وذلك بعد أن ضربتها أسوأموجة جفاف منذ جيل كامل.
وقد أعلنت الحكومة حالة الطوارئ بعد حدوث قصور في المحاصيل في مايو / ايار وتعهدت بضخ 20 مليون دولار للإغاثة من اضرار
أشد موجة جفاف . فلم تنزل على منطقة كونين في الشمال أية أمطار لمدة عامين ، واضطرت الأسر إلى بيع مواشيها والهجرة إلى المدن بحثا عن العمل.
فبعد صيف يفتقر للأمطار وجفاف في فصل الشتاء في نصف الكرة الجنوبي ، ناشدت اليونيسيف ، وكالة الأطفال التابعة للأمم المتحدة بضخ المزيد من ملايين الدولارات ضمن الجهود المبذولة لمعالجة الوضع.
وقالت اليونيسيف :"ما يقدر من 778،000 ناميبي ، أي ثلث السكان ، يعانون من الحرمان او انعدام المواد الغذائية ، مشيرة إلى أن ذلك يشمل 109 ألاف شخص تحت سن الخمس سنوات. "
ولفتت الوكالة :الى "خلفية الهشاشة الكامنة ، بما في ذلك المستويات العالية لانعدام الأمن الغذائي ونقص التغذية للأم والطفل ونسبتها 29٪ بالإضافة إلى التغطية المنخفضة للصرف الصحي ونسبتها (14٪ في المناطق الريفية)، ويتعرض الأطفال والنساء بشكل خاص لخطر تفاقم هذه المخاطر الصحية والتغذية نظرا لظروف الجفاف الحالية ".
وطالبت اليونيسف "بضخ مبلغ 7.4 مليون دولار لدعم الجهود الرامية إلى الاستجابة لاحتياجات النساء والأطفال المتضررين من الجفاف. بينما طالب الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر بمبلغ 1.48 مليون دولار.
يوم الاثنين ، قالت وكالة (أ.ب) " اسوشيتد برس" في تقرير "أن الجفاف قد ضرب قرية اوروبيمبي ، مما أجبر السكان على الذهاب إلى مكان آخر بحثا عن الماء والأرض لرعي ماشيتهم. واصبح المتبقي من القرية التي كانت موطنا لـ 400 شخص ما يقرب من 20 شخص من رجال الشرطة.
واضافت: "لقد انتقلوا إلى الجانب الآخر من الجبل ، بحثًا عن الماء للأبقار" وقال اولاني ايمانويل ، قائد الشرطة :"لم تمطر السماء منذ أكثر من عامين هنا."
وتوصف هذه الموجة بأنها أسوأ موجة جفاف في ناميبيا منذ 30 عامًا ، وسارع البعض الى إلقاء اللوم على تغير المناخ. عندما أعلن رئيس ناميبيا، هيفيكبونى بوهامبا، حالة الطوارئ في شهر أيار / مايو الماضي ، وقال: "لقد ثبت الآن أن تغير المناخ أمر واقع وعلى الإنسانية إيجاد السبل والوسائل للتخفيف من تأثيرها." واضاف انه كان من المتوقع أن تنخفض المحاصيل بنحو 50٪ بسبب قلة الامطار في بعض المناطق".
مارك ليون غولدبرغ ، وهو مالك مدونة " UN Dispatch " ، قام بنشر شريط فيديو حول الجفاف قال فيه : "هناك الأن دليل أخر على أن أفقر الناس على هذا الكوكب هم الأكثر عرضة لتغير المناخ العالمي."
لكن الدكتورة ماري سيلي، شريك في مؤسسة بحوث الصحراء في ناميبيا ، نشرت مذكرة تحذيرية قالت فيها: "لا نستطيع أن نقول أن أي شيء يحدث الآن هو بسبب تغير المناخ ، بعض الناس سوف يختلفون معي بالطبع."
وأضافت سيلي، التي عاشت في ناميبيا منذ العام 1964 : "لقد كان لدينا أمطار جيدة على مدى السنوات الـ 10 الماضية أو نحو ذلك ولكن لم يخطط أحد للمستقبل او لفترة الجفاف ، ولكن هذا أمر متوقع."
وتصنف ناميبيا ، التي حصلت على استقلالها من جنوب أفريقيا المجاورة في العام 1990 ، كدولة متوسطة الدخل ، على الرغم من أن ربع سكانها الذي يبلغ عددهم مليوني شخص ، يعيشون في فقر. ثلث الناميبيين يعتمدون على شكل من أشكال الزراعة المؤقته.