الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
تحلية مياه البحر

الرباط - المغرب اليوم

يسعى المغرب إلى الوصول لحل جديد للتعامل مع ندرة الماء، يتمثل في تحلية مياه البحر، في ظل التغيرات المناخية التي تهدد المملكة بأزمة ماء في المستقبل.وكان المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في المغرب قد دقّ ناقوس الخطر بسبب الاستغلال المفرط للموارد المائية، داعيا إلى تسريع الاستخدام المكثف للموارد المائية غير التقليدية، خاصة من خلال تعميم تقنية تحلية مياه البحر.وخلال جلسة بمجلس المستشارين قبل أسبوعين، أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أن "هناك قناعة بأن الإمكانيات الوحيدة المتوفرة للمغرب لمواجهة نقص الإمكانيات المائية في المستقبل، هي التركيز على عملية تحلية مياه البحر".

وكشف الوزير الوصي، أنه "من المقرر إطلاق مشروع لتحلية مياه البحر لفائدة مدينة الدار البيضاء لتعبئة 300 مليون متر مكعب بشراكة مع القطاع الخاص، إضافة إلى مشاريع أخرى في اشتوكة آيت باها، وسط المغرب، وآسفي، غربي المغرب، في أفق تعميم التجربة على الصعيد الوطني".كما نبه بركة، إلى أن "المملكة توجد حاليا في مرحلة تدبير ندرة الماء بسبب التطورات المناخية والجفاف، وذلك بعد مرحلة تثمين الثروة المائية ما بين الستينات والثمانينات من خلال بناء السدود الكبرى، ومرحلة مواكبة تطور الحاجيات عن طريق تحديث البنيات التحتية المائية".
وعنون المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، كلمته بعنوان "نقطة يقظة"، إشارة إلى أن الموارد المائية للمغرب تقدر حاليا بأقل من 650 مترا مكعبا للفرد سنويا، مقابل 2500 متر مكعب سنة 1960.

ويؤكد المسؤول عن لجنة التدبير المندمج للموارد المائية بالائتلاف المغربي من أجل المناخ، عمر الودادي، أن "التغيرات المناخية وارتفاع درجات حرارة الأرض، لها انعكاس مباشر على وفرة الموارد المائية السطحية منها بشكل خاص".وأوضح الودادي، في تصريح له، أن "توالي سنوات الجفاف يؤدي إلى استنزاف الموارد المائية، مما يضطر إلى تعبئة كميات كبيرة من المياه للاستجابة للطلبات المتزايدة".كما شدد المتحدث ذاته، أن "المغرب يوجد في وضعية إجهاد مائي تهدد أمنه المائي"، معتبرا أن " الاختلالات حقيقة لديها طابع مؤسساتي واقتصادي واجتماعي".

لهذا "يتطلب تعزيز الحكامة في القطاع تدخلات على مستوى الاستراتيجية المرتبطة بالماء، من خلال إرساء أسس متينة ومستدامة لتجاوز كل الاختلالات؛ وهنا يأتي رهان تحلية مياه البحر باعتباره ضرورة وليس ترفا"، يقول عمر الودادي.ولم تعد السياسات المائية السابقة في المغرب صالحة اليوم وفي المستقبل مع الضغط المتصاعد على المورد الأزرق.ويرى أستاذ الجغرافيا بجامعة محمد الخامس بالرباط، موسى المالكي، أن هذه السياسة المرتبطة بالماء "تقترب من بلوغ حدودها القصوى، إلى درجة أضحى معها الاقتصار على السدود وشبكات التوزيع السطحي غير كاف لمسايرة متطلبات التنمية".

لذلك "تستدعي مواجهة المخاطر المناخية، سواء في المجالات الريفية أو الحضرية أو البحرية، تدبيرا استراتيجيا بعيد المدى، في بلد تشكل فيه الفلاحة محركه الاقتصادي الأول وصمام أمنه الغذائي"، يردف أستاذ الجغرافيا في اتصاله مع سكاي نيوز عربية.ويذكر الخبير الدولي في التغيرات المناخية والتنمية المستدامة، محمد بوسعيد، أن ما يتعلق بتحلية مياه البحر يعد "من الحلول والابتكارات المهمة، خصوصا أن المغرب يتوفر على حوالي 2500 كيلومتر من الواجهة البحرية، وبالتالي هناك وفرة لمياه البحر".

وسجل بوسعيد، في حديث له ، أن "خطوة تحلية المياه ليست جديدة في المغرب، إذ بدأها منذ السبعينات في الأقاليم الصحراوية جنوب البلاد، لكن الجديد في هذا المشروع استعمال الطاقات المتجددة".وأوضح الخبير الدولي في التنمية المستدامة، أن "ارتباط تحلية المياه بالطاقات المتجددة شجع أكثر على هذا الحل، خصوصا أن المملكة تتوفر على إمكانيات مهمة في المجال".وأضاف قائلا: " عندي ثقة بأن الوزارة ستطور ما يتعلق بتحلية مياه البحر، إذ هناك نتائج مشجعة في المحطات التجريبية. كما أن هناك تراكم لتجربة مهمة على مستوى تمويل المشاريع وعلى مستوى الشراكات الدولية وعلى المستوى الوطني".

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

المغرب يراهن على تحلية مياه البحر لمواجهة نقص الإمكانيات المائية

عبد الرحيم الحافظي يكشف مدى تقدم مشروع محطة تحلية ماء البحر في العيون

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الهلال الأحمر المغربي يستعرض حصّيلة مُساهماته في إعادة الإعمار…
الفيضانات تجرف حيوانات مفترسة إلى الشوارع في نيجيريا إلى…
صديقي يقوم بإعداد برنامج يهدف لإصلاح البنيات التحتية المتضررة…
مراكش تستضيف إجتماع دولي يُناقش قضايا البيئة والصحة في…
سيول تضرب المغرب وتقارير عن قتلى ومفقودين في ظاهرة…

اخر الاخبار

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة
مجلس الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
الرئيس الصيني يُؤكد لولي العهد المغربي دعم بكين لأمن…
جمهورية لاتفيا تسعى إلى تعزيز تعاونها مع المملكة المغربية…

فن وموسيقى

رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…
سلاف فواخرجي تؤكد أنها شاركت في إنتاج فيلم "سلمى"…
نادين نسيب نجيم تكشف عن سبب عدم مشاركتها في…

أخبار النجوم

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…
مها أحمد تسخر من قلة العمل وكثرة النجوم على…

رياضة

بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
أبرز المحطات في مسيرة لاعب التنس الاستثنائي نادال التي…
المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

دراسة جديدة تكشف أن الشعاب المرجانية أصبحت مقبرة للمواد…
وزارة الداخلية المغربية تُحذر من تساقطات رعدية مرتقبة وتدعو…
فيضانات كارثية في وسط وشرق أوروبا جراء العاصفة "بوريس"
الهلال الأحمر المغربي يستعرض حصّيلة مُساهماته في إعادة الإعمار…