الرباط - كمال العلمي
أحيت التساقطات الثلجية والمطرية التي عرفتها مناطق عدة بأقاليم جهة درعة تافيلالت خلال الأسابيع الماضية عددا من الينابيع المائية التي جفت بسبب تبعات التغير المناخي، الذي أفضى إلى ندرة الأمطار السنوية بهذه المناطق في السنوات الماضية، ما أثر بالسلب على المخزون المائي الباطني.وعادت المياه إلى عدد من السواقي والأودية في أقاليم درعة تافيلالت، فعادت معها الابتسامة إلى وجوه الفلاحين في المنطقة، الذين أكدوا أن الموسم الفلاحي لهذه السنة سيكون جيدا وإيجابيا، موضحين أن المياه عادت إلى سواقي وعيون وآبار نضبت منذ سنوات.وسجلت عدد من الأودية والشعاب حمولة مهمة من المياه نتيجة التساقطات المطرية والثلجية المسجلة بكل من زاكورة وورزازات وتنغير والرشيدية وميدلت، ما سيؤثر بشكل إيجابي على الموسم الفلاحي، مع إنهاء أزمة المياه الصالحة للشرب، حسب إفادة العديد من المهتمين بالمجال البيئي والمياه الصالحة للشرب بجهة درعة تافيلالت.
وساهمت التساقطات المطرية والثلجية ذاتها في زيادة حقينة بعض السدود بالجهة، إذ بلغت حقينة سد الحسن الداخل بالرشيدية 77.1 مليون متر مكعب، وسد السلطان مولاي علي الشريف بورزازات 113.3 ملايين متر مكعب، وسد المنصور الذهبي 141.8 ملايين متر مكعب، وسد تمالوت بإقليم ميدلت 8.3 ملايين متر مكعب، وسد الحسن الثاني بميدلت 41.1 مليون متر مكعب.وفي هذا الإطار، قال مصدر مسؤول في المديرية الجهوية لوزارة الفلاحة بدرعة تافيلالت إن التساقطات المسجلة خلال الأسابيع الماضية بالجهة “ساهمت بشكل كبير في إنعاش الفرشة المائية الجوفية وإعادة الحياة إلى المئات من السواقي والأودية التي عرفت جفافا غير مسبوق خلال السنوات الخمس الماضية”، وفق تعبيره.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح، أن الموسم الفلاحي الحالي سيكون “متميزا ووافرا”، داعيا الفلاحين وعموم المواطنين إلى ضرورة ترشيد وعقلنة استعمال المياه أثناء السقي، وملتمسا من السلطات المحلية من خلال أعوان السلطة ومسؤولي المكاتب الفلاحية “مراقبة المحاصيل الزراعية لتفادي زرع أي منتج فلاحي مستهلك للمياه، وذلك من أجل حماية الفرشة المائية من أي استنزاف غير قانوني”.
لحسين أوحساين، فاعل جمعوي من تيمارغين بإقليم زاكورة، قال إن الحياة عادت إلى عدد من السواقي والعيون المائية، مشيرا إلى أن نسبة كبيرة من الفلاحين قاموا بحرث أراضيهم مباشرة بعد التساقطات المطرية الأخيرة، وملتمسا بدوره ضرورة الحفاظ على الماء لتفادي أي أزمة جديدة في هذه المادة الحيوية.وأكد المتحدث ذاته، في تصريح ، أن “العديد من العيون المائية تفجرت في بعض الأودية والجبال، ومياهها تصب في غالب الأحيان في بعض السدود، خاصة سد المنصور الذهبي بورزازات، الذي أصبح يمتلئ بعد انخفاضه إلى أقل من 10 في المائة خلال الأسابيع الماضية، أي ما قبل هذه التساقطات”.
من جهته، قال لحسن رابح، خبير جيولوجي، في تصريح مقتضب : “على المواطنين استيعاب درس المحنة السابقة مع ندرة الماء الصالح للشرب، والعمل على ترشيد وعقلنة استغلاله”، مضيفا: “هناك بوادر بأن السنوات المقبلة ستكون وافرة الإنتاج ولن يعاني المواطنون أي مشاكل في الماء، لكن لا يمكن إخفاء أن هناك مخاوف من تكرار السيناريو السابق في حالة عودة المواطنين إلى استنزاف الفرشة المائية بشكل عشوائي”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
التساقطات المطرية في المغرب تُنعش آمال مربي النحل في الحصول على وفرة إنتاجية
التساقطات المطرية تعمق هشاشة ساكني "الكاريانات" بمدينة الدار البيضاء