الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
محاولات جادة لتسويق تقنية حرق النفايات في أفران معامل الترابة والاسمنت اللبنانية
"الوقود البديل" و حرق النفايات

بيروت - المغرب اليوم

يشهد لبنان حالياً سباق بيئي بين سماسرة مشاريع محارق النفايات، لجهة اعداد دفاتر الشروط واختيار الاماكن واعلان المناقصات، وسماسرة تقنية حرق النفايات في أفران معامل الاسمنت، تحت عنوان "الوقود البديل". دون اعتماد هذه التقنية شروط كثيرة ومواصفات دقيقة يصعب تخيل الالتزام بها في ظل انعدام المراقبة والمحاسبة، ما يعني زيادة التلوث تلوثاً أكثر خطورة.

وفي إطار هذا السباق على الاستثمار في أزمة النفايات، تكثّفت، في السنوات الأخيرة، محاولات التسويق لتقنية حرق النفايات في أفران معامل الترابة والاسمنت.

وأخذت هذه المحاولات، في الأسابيع الأخيرة، طابعاً أكثر جدية مع عقد اجتماعات مكثفة مع بلديات واتحادات بلديات تقع هذه المعامل ضمن نطاقها (لا سيما في سبلين وشكا). ويتم في هذه الاجتماعات الترويج للوقود المشتق من النفايات (Refuse Derived Fuel: RDF)، تحت عنوان "الوقود البديل" عن الفيول او الفحم الحجري.

إلا أن ما لا يُطرح، بالتأكيد، هو التحديات والصعوبات والمخاطر لاعتماد مثل هذا الخيار، في غياب الإطار الاستراتيجي وفي ظل الإشكاليات المتعلقة بنوعية النفايات، والقدرات التشغيلية والمتطلبات القانونية والمالية والاقتصادية والآثار البيئية.

والـRDF  هو وقود ينتج من عملية تفتيت النفايات الصلبة وتجفيفها، يمكن استخدامه لتوفير الحرارة وتوليد الكهرباء في المنشآت الصناعية كمصانع الاسمنت. واستخراج النوع المطلوب وفق المواصفات من الـ RDF يتطلّب فرزاً دقيقاً للنفايات وتعقيمها قبل حرقها لخفض نسبة الضرر من انبعاثاتها.

يطلق اسم "الوقود البديل والمواد الخام (Alternative Fuel and Raw Materials: ARF)  والوقود الصلب المسترد (Solid Recovered Fuel: SRF) على النفايات المفرزة ذات الطاقة الحرارية العالية. وبحسب دراسة اولية لم تنشر بعد للدكتورة سمر خليل (من ائتلاف ادارة النفايات)، هناك انواع عدة من هذا الوقود الذي يُستخدم عادة في مصانع الاسمنت.

ويُعتبر وجود الإطار التشريعي المناسب شرطاً أساسياً ومسبقاً للنجاح في تطبيق تقنية المعالجة المشتركة في معامل الاسمنت. إذ ينبغي تحديد معايير الانبعاثات والمواصفات الفنية، إضافة إلى آليات الترخيص والمراقبة والمحاسبة. وبسبب التعقيد التقني العالي لهذه التقنية، فإنها تتطلب مراقبة مستمرة وعمليات تفتيش دورية، كما تتطلب وجود موظفين مؤهلين ومجهزين بشكل كاف للقيام بعمليات المراقبة.

وهو أمر يحتاج وقتاً في ظل غياب تطبيق القوانين وضعف القدرات البشرية والتقنية في وزارة البيئة وجهل السلطات المحلية بزواريب هذه التقنية والافتقاد إلى أجهزة القياس والمختبرات المجهزة لفحص بعض أنواع الملوثات الخطرة.

وبحسب تقرير "الآفاق العالمية لإدارة النفايات"، تزيد كلفة سوء إدارة النفايات على المجتمع والاقتصاد في البلدان المتوسطة أو المنخفضة الدخل، بأكثر من 5 إلى 10 أضعاف ما يمكن أن تكلفه الإدارة السليمة.

لذلك يفترض في بلد مثل لبنان، راكم الكثير من الاخطاء ولا يزال يعمل ضمن خطط طوارئ مكلفة جدا على كل الأصعدة، اعتماد المبادئ الموفرة او الأوفر، في إدارة النفايات بطريقة سليمة بيئياً، بدل تنظيف أخطاء الماضي، عبر نقل الملوثات من مستوى معين الى مستوى آخر، ومن مناطق الى اخرى!

وفي غياب استراتيجية وطنية متكاملة ونظام إدارة متكامل للنفايات يعتمد هرمية إدارتها (الذي يبدأ بالتخفيف والفرز من المصدر) ووضع الإطار التشريعي والقانوني ودرس الأداء البيئي والتجهيزات المتوفرة والقدرات البشرية والتشغيلية لمعامل الاسمنت والجدوى الاقتصادية للمعالجة المشتركة… نحن، بالتأكيد، غير قادرين على اعتماد هذا الخيار.

قد يهمك أيضَا :

طلاب يواجهون روائح النفايات بالكمامات في سن الفيل

تخصيص مساحة ٣ آلاف متر لإنشاء مجمع لحرق النفايات في الإسكندرية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزيرة الانتقال الطاقي المغربية ترفُض تشبيه الهيدروجين الأخضر بـ”الأفوكادو”…
وزيرة الانتقال الطاقي المغربية ترفُض تشبيه الهيدروجين الأخضر بـ”الأفوكادو” وتُرحب بملاحظات العدوي
وزير الفلاحة المغربي يُجري مُباحثات مع نظرائه من عدة…
وزير الفلاحة المغربي يُجري مُباحثات مع نظرائه من عدة بلدان إفريقية على هامش مشاركته في القمة الاستثنائية حول البرنامج الشامل لتنمية الزراعية
العاصفة الشتوية الأقوى منذ عقد تضرب الولايات المتحدة وتتسبب…
بنعلي تؤكد أن نشر التعريفة الخاصة بالشبكة الكهربائية يُساهم…
قطاع القنب الهندي القانوني في المغرب يسجل أرقامًا قياسية…

اخر الاخبار

وزير العدل المغربي يؤكد أن مشروع قانون المسطرة الجنائية…
بوريطة يستقبل وزيرة خارجية جمهورية إفريقيا الوسطى حاملة رسالة…
الملك محمد السادس يُهنئ البابا فرانسيس بمناسبة الذكرى الثانية…
انتخاب المغرب بالإجماع لرئاسة الدورة الـ57 للجنة الاقتصادية لإفريقيا…

فن وموسيقى

مهرجان هوليوود للفيلم العربي يكرّم أحمد حلمي بجائزة الإنجاز…
يسرا تقيّم أعمال رمضان وتؤكد أنها لا تحب المشاركة…
شائعات عن خلاف بين جورج كلوني و زوجته اللبنانية…
المغربية سميرة سعيد تنعى رفيقة طفولتها الفنانة نعيمة سميح…

أخبار النجوم

أحمد العوضي تفاصيل قبوله شخصية "فهد" في مسلسله الرمضاني
أكرم حسني يكشف تفاصيل تعاونه مع الفنانة أنغام في…
تامر حسني يُشوّق جمهوره لعمل فني جديد خلال الفترة…
باسم سمرة يكشف أسباب خوفه من عادل إمام وعلاقاته…

رياضة

بكاء محمد صلاح بعد خسارة ليفربول أمام باريس سان…
صلاح ينتقد أداء فريقه رغم الفوز على ساوثهامبتون
الكشف عن حقيقة اعتزال حكيم زياش اللعب دولياً مع…
ظهور أبو تريكة في إعلان النادي الأهلي يُثير ضجّة…

صحة وتغذية

تراجع الإصابات بداء الحصبة في المغرب بنسبة 16.2 بالمائة
شرب المياه بكثرة في السحور يساعد في تقليل العطش…
فريق طبي مغربي يجري عملية جراحية دقيقة لإعادة زرع…
طرق لتقليل تأثير الحلويات على الجسم وصحة الأمعاء

الأخبار الأكثر قراءة

وزيرة الانتقال الطاقي المغربية ترفُض تشبيه الهيدروجين الأخضر بـ”الأفوكادو”…
وزير الفلاحة المغربي يُجري مُباحثات مع نظرائه من عدة…
العاصفة الشتوية الأقوى منذ عقد تضرب الولايات المتحدة وتتسبب…
بنعلي تؤكد أن نشر التعريفة الخاصة بالشبكة الكهربائية يُساهم…