مراكش - جميلة عمر
بدت مدينة سبعة رجال، بحلّة جميلة، فمجرد أن تخرج من محطة قطار مراكش، تبهر باللوحات التي اشتغل عليها فنانون باهرون، استعدادًا لافتتاح مؤتمر المناخ "كوب22"، بحضور شخصيات وازنة من العالم.
وبدت المدينة الحمراء، وكأنها عروس لبست أغلى حليها، فرحًا بالحدث الدولي، الذي سيعرف حضور 30 ألف مشارك، من 200 دولة، حيث افتتحت، اليوم الإثنين، رسميًا، أعمال القمة العالمية الـ22 حول المناخ، والتي تنظمها الأمم المتحدة، بهدف حمل دول العالم على اتخاذ قرارات تخفض من الانبعاثات المضرة بالمناخ، وترصد التمويلات الضرورية لتطوير الطاقات البديلة.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت، يوم الجمعة الماضي، مشاركة وزير الخارجية جون كيري في المؤتمر، حيث سيصل إلى مراكش يوم 15 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
فيما يحل كلّ من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس الحكومة الإسباني ماريانو راخوي، ضيوفا على المملكة في اليوم نفسه، باعتبارهما ممثلين لأقرب الحلفاء التقليديين للمغرب في أوروبا.
وخلال افتتاح المؤتمر صباح اليوم، نوه وزير الخارجية صلاح الدين مزوار، بمدينة مدراكش الشامخة، والتي ظلت على مدى القرون، سدا منيعا في وجه المخاطر والصعوبات المناخية. فيما تمت تهيئة "باب إيغلي" لتخليد هذه الروح في جوّ فريد يطبعه الحوار والتفاهم.
واعتبر مزوار، أن انعقاد مؤتمر المناخ في دورته الثانية والعشرين، في مراكش الأرض الأفريقية، هو لترجمة انخراط قارة بكاملها في المساهمة في الجهود العالمي من أجل المناخ، ويؤكد عزمها على تحديد مصيرها بنفسها، للتخفيف من هشاشتها، وتعزيز قدراتها على التحمل، مضيفا، أنه لترأسه الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للتغيرات المناخية، وأنه يقدر هذه المسؤولية حق قدرها.
كما نوه وزير الخارجية بالعمل الذي قامت به السيدة سيغولين رويال، خلال الدورة الواحدة والعشرين من هذا المؤتمر، والتي توجت باتفاق باريس من أجل المناخ.
ويأتي هذا المؤتمر في سياق واعد ومفعم بالأمل، والتطلعات المشروعة للبشرية جمعاء، حيث تواجه شرائح واسعة معاناة يومية، وتطرح تساؤلات حول مصيرها، بل وحتى عن وجودها، مردفا أن التعبئة غير المسبوقة للمجتمع الدولي وإرادته السياسية، التي تم التعبير عنها على أعلى مستوى، تتوجت بدخول سريع لاتفاق باريس حيّز التنفيذ، وهذا ما يشكل في حدّ ذاته تقدما كبيرا وغير مسبوق.
وتسلّم المغرب رسميا صباح يوم الاثنين، رئاسة الدورة 22 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة، بشأن تغير المناخ "كوب22"، حيث سلمت سيغولين روايال، وزيرة البيئة والطاقة والبحر الفرنسية، ورئيسة كوب 21، الرئاسة لوزير الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، رئيس مؤتمر "كوب 22".