موسكو - المغرب اليوم
نجح علماء الحفريات في جامعة سان بطرسبرغ الروسية في إنتاج أول نموذج ثلاثي الأبعاد يوضح بالتفصيل بنية الدماغ والأوعية الدموية في جمجمة الديناصور (بيسيكبيلتا أرشيبالدي)، الذي ينتمي إلى «الأنكيلوصورات»، وهي نوعية من الديناصورات آكلة العشب، التي تشبه في مظهرها حيوان (أرماديلوس) الذي يعيش إلى الآن في جنوب الولايات المتحدة وأميركا الوسطى والجنوبية حتى أوروغواي.
وظهرت «الأنكيلوصورات» على الأرض في منتصف العصر الجوراسي، قبل نحو 160 مليون سنة، وكانت موجودة حتى نهاية عصر الديناصورات، التي انتهت قبل 65 مليون سنة، وعلى الرغم من أن حفرياتها معروفة منذ 20 عاما، ومحفوظة بشكل فريد في أوزبكستان، فإن العلماء في جامعة سان بطرسبرغ، نجحوا في إنتاج أول بناء ثلاثي الأبعاد لتفاصيل بنية الدماغ في أحد أنواعها، وهو ما جعل من الممكن تحديد أن هذه النوعية من الديناصورات كانت قادرة على تبريد أدمغتها، ولديها حاسة شم متطورة للغاية، وسمعت أصواتاً منخفضة التردد، ومع ذلك، كانت أدمغتها أصغر بمرتين ونصف المرة من أدمغة الحيوانات الحديثة من الحجم نفسه.
وخلال الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية «بيولوجيكال كومينيكيشن»، فحص علماء الحفريات ثلاث شظايا من الجماجم الأحفورية من الديناصور (بيسيكبيلتا أرشيبالدي)، التي تم العثور عليها خلال سلسلة من الحملات الدولية للكشف عن الحفريات والتي شملت بعثات أوزبكية وروسية وبريطانية وأميركية وكندية في أواخر التسعينات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في صحراء «كيزيل كوم» بأوزبكستان.
وتم إجراء إعادة بناء ثلاثية الأبعاد لتجويف الدماغ في هذه الجماجم الأحفورية باستخدام التصوير المقطعي المحوسب، بما مكنهم من فهم حجم الدماغ الفعلي، وأين كانت الأوعية الدموية والأعصاب. ووفق تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني لجامعة سان بطرسبرغ، فإن الباحثين وجدوا بعد عمل استمر لمدة ثلاث سنوات، أن جزءاً كبيراً من دماغ الديناصور (بيسيكبيلتا أرشيبالدي) كان مزوداً باللمبة الشمية، وهي بنية عصبية من الدماغ تشارك في حاسة الشم (شكلت نحو 60 في المائة من حجم نصفي الكرة المخية)، ومن المرجح أن الديناصور كانت لديه حاسة شم متطورة للغاية، ما ساعده على الأرجح في البحث عن الطعام، والجنس الآخر، والشعور بنهج الحيوانات المفترسة في الوقت المناسب.
ويقول إيفان كوزمين الباحث المشارك في الدراسة خلال التقرير: «مهارة أخرى وجدناها؛ وهي قدرة هذا الديناصور على تبريد أدمغته، حيث اتضح أن شبكة الأوردة والشرايين في دماغها معقدة للغاية، ولم تسِرْ في اتجاه واحد، لكنها تواصلت باستمرار مع بعضها، مثل نظام خطوط السكك الحديدية، وكان يمكن أن يتدفق الدم في اتجاهات مختلفة».
قد يهمك ايضا