الرباط - كمال العلمي
حذر محمد أزكاغ، خبير في مجال الماء والبيئة في الجنوب الشرقي للمغرب، من تغييرات سلبية ستطال هذه الربوع من المملكة خلال السنوات القليلة القادمة بسبب ضعف التساقطات المطرية واستنزاف الفرشة المائية وتوالي الحرائق، مشيرا إلى أن العوامل الثلاثة تهدد المنطقة بحدوث أزمة مائية خانقة وخطيرة.وأكد أزكاغ، في تصريح ، أن الجنوب الشرقي المغربي سيواجه خلال السنوات القليلة المقبلة مواسم جفاف تنذر بكارثة حقيقية، مشيرا إلى أن “كل التنبؤات حول الوضع المائي بالمغرب عموما، والجنوب الشرقي خصوصا، تؤكد أن أزمة كبيرة في مياه الشرب قادمة لا محالة، ما يستدعي التحرك بشكل مستعجل لتعبئة موارد بديلة”.
وأوضح الخبير المائي والبيئي ذاته أن “هناك عاملا آخر يمكن أن يساهم بشكل أكبر وأخطر في استنزاف ما تبقى من الفرشة المائية، وهو الآبار العشوائية واستمرار حفر الثقوب المائية في جميع مناطق الجنوب الشرقي أمام أعين السلطات المحلية وإدارات الأحواض المائية”، داعيا إلى “التصدي لذلك بحزم وصرامة، خاصة في هذه الظروف الصعبة”، مطالبا “الجميع، مسؤولين ومواطنين، بالمساهمة في الحفاظ على الماء بشكل معقلن”.وأكد المتحدث ذاته أن “الجنوب الشرقي المغربي سيشهد أزمة خانقة وخطيرة قد تودي بحياة البشرية في الأربع سنوات المقبلة، خاصة في حالة عدم تسجيل التساقطات المطرية بشكل كبير، واستنزاف الفرشة المائية من طرف فلاحين بزراعات مستهلكة للمياه، وأيضا من طرف أصحاب الفنادق والمؤسسات السياحية وغيرها”.
وعلاقة بالموضوع، دعت وزارة الداخلية، خلال اليومين الماضيين، الولاة والعمال بالإدارة الترابية لمواجهة أزمة الماء التي يمكن أن تعرفها العديد من المناطق، في ظل تراجع حقينة السدود والجفاف الذي شهدته المملكة الناجم عن قلة التساقطات المطرية، إلى جانب تراجع الفرشة المائية.ودعت الوزارة، في دورية لها، الولاة والعمال، في ظل “الوضعية الصعبة”، إلى التقيد بالتدابير التي سبق الإعلان عنها في مذكرة سابقة، وعقد اجتماعات مستعجلة بهدف تنفيذ الإجراءات اللازمة للإدارة الرشيدة للموارد المائية وضمان إمداد السكان بمياه الشرب.
ونصت دورية وزارة الداخلية على ضرورة تطبيق القيود على تدفقات المياه الموزعة، مع العمل على منع استعمال المياه التقليدية، مياه الشرب السطحية أو المياه الجوفية، في عملية سقي المساحات الخضراء وملاعب الغولف.كما شددت على حظر السحب غير القانوني للمياه من الآبار والمجاري المائية، إلى جانب حظر غسل الشوارع والأماكن العامة بمياه الشرب، ومنع استعمال هذه المياه لغسل الشاحنات والآليات.
في المقابل، كشف عدد من المواطنين بأقاليم جهة درعة تافيلالت أن المنطقة عرفت خلال السنة الجارية نضوب آبار بشكل خطير لم يتم تسجيله من قبل، موضحين أن الوضع المائي بالجنوب الشرقي مقلق للغاية، ملتمسين إطلاق حملات توعوية وتحسيسية للحفاظ على الماء باعتباره مادة ضرورية للبقاء على قيد الحياة.المتحدثون أكدوا أن “ضيعات فلاحية منتشرة بالجنوب الشرقي المغربي تستهلك بشكل يومي آلاف الأطنان من المياه، مقابل توزيع المياه الصالحة للشرب على المواطنين عبر صهاريج متنقلة”، ملتمسين إصدار قرار يمنع على أصحاب الضيعات الفلاحية الكبيرة استغلال المياه بشكل مجاني، وتخصيص عدادات لهم للفوترة الشهرية لاستهلاكهم من الماء، معتبرين أن ذلك سيساهم في ترشيد استغلال المياه حتى في المجال الفلاحي.
مسؤول بوكالة الحوض المائي لكير زيز غريس أقر بأن الفرشة المائية بالجنوب الشرقي عرفت انخفاضا بشكل خطير، مفيدا بأن “الوكالة راسلت الجهات المعنية من أجل اتخاذ إجراءات استعجالية لحماية المنطقة من شبح العطش، ومنع زراعات مستهلكة للماء، ومنع حفر الآبار والثقوب المائية بشكل عشوائي”.وحمل المتحدث المسؤولية للسلطات المحلية بجهة درعة تافيلالت بخصوص “غياب مراقبة الآبار العشوائية والثقوب غير المرخصة”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :