الرباط _المغرب اليوم
ككل عام، وفي ظل غياب برامج بديلة من طرف الدولة للتعاطي مع موجة البرد القارس؛ تعاني مناطق جبلية أثناء موسم التساقطات الثلجية من مشاكل متكررة، غالبا ما تكون لها آثار سلبية على صحة “الأسر في وضعية صعبة والأشخاص بدون مأوى”، فضلا عن باقي الفئات الهشة التي تجد صعوبة في توفير حطب التدفئة. ولتفادي هذه الإكراهات التي تكابدها الساكنة بسبب العزلة التي تفرضها التساقطات الثلجية، تلتزم السلطات باتخاذ حزمة من الإجراءات الوقائية، خاصة في بعض الدواوير والقرى الجبلية بجبال الأطلس، المتواجدة على ارتفاع يتجاوز 1200 متر عن سطح البحر، حيث تصل درجة البرودة إلى مستويات دنيا، إلا أن نجاعتها تبقى محدودة وموسمية، وفق تصريحات نشطاء من المنطقة. ويقول عمر أزياد، ناشط جمعوي من جماعة تامدة
نومرصيد، إن أغلب المناطق النائية بأزيلال تكون باردة خلال موسم التساقطات الثلجية، إذ تشكو من العزلة وتتعمق جراح أهاليها، رغم الإجراءات الاستباقية التي تتخذها السلطات المحلية مع باقي المتدخلين، لمواجهة موجة البرد القارس بالإقليم. وكشف الفاعل الجمعوي ذاته أن تلامذة المؤسسات والأسر في وضعية هشة، وأصحاب وسائل النقل والأشخاص بدون مأوى والمشردين، من ضمن الفئات الأكثر تضررا من هذا الوضع، الذي يتكرر خلال كل عام، في ظل غياب إجراءات منصفة للجبل، وكفيلة بفك العزلة عن ساكنته. وأشار أزياد إلى أن ما يكرس هذا الوضع ويعيد الأساليب نفسها لمواجهة موجة البرد، يكمن في ضعف البرامج التنموية التي تستهدف تقوية البنى التحتية للقرى والتجمعات السكنية الجبلية، خاصة على مستوى الطرق والمسالك والمرافق
الصحية والسوسيو-اجتماعية، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات المعتمدة لتدبير موجة البرد مهمة لكنها “موسمية وآثارها محدودة”. وأوضح المتحدث أن ساكنة الجبل لا تنتظر من الدولة إزاحة الثلوج وتحرير المسالك المغلقة خلال كل موسم تساقط الثلوج، وإنما ترغب في تقوية الشبكة الطرقية وبرمجة مشاريع تنموية لفك العزلة عنها بشكل نهائي، مبرزا أن إجراءات مواجهة البرد باتت في صالح بعض مهندسي الانتخابات أكثر مما هي في صالح المتضررين. وزاد أن العشرات من الدواوير والقرى الجبلية لا تستفيد من هذه الخدمات، بحكم تضاريس المنطقة ولكون الجهات المختصة غالبا ما تستهدف الطرق والمسالك الأكثر رواجا، فيما تبقى بعض القرى معزولة لما يزيد عن 15 يوما، ما يعمق من معاناتها ويزيد من الهدر المدرسي ويفاقم مشاكل الولادة لدى النساء
الحوامل. وأقر هشام أحرار، فاعل جمعوي من أزيلال، بالدور الهام الذي تلعبه دور الأمومة والمراكز الاجتماعية بالمناطق الجبلية، مشيرا إلى أن المركز الاجتماعي للأشخاص بدون مأوى في أزيلال، الذي يسهر على تدبيره، يعتبر ترجمة عملية لفلسفة الجيل الثالث من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إذ يروم تحسين ظروف هذه الفئة خلال موسم البرد، كما يعمل على إدماجها بشكل أفضل في المجتمع. وذكر الناشط الجمعوي ذاته أن هذه المنشأة الاجتماعية التي تواكبها السلطات الإقليمية، بتنسيق مع المجلس الإقليمي لأزيلال تأوي حوالي 20 شخصا بدون مأوى، وتتوفر على مطبخ وحمامات ومرافق صحية والعديد من القاعات المخصصة لراحة النزلاء، كما توفر العديد من الدورات التدريبية في مجالات الحلاقة والطبخ، بشراكة مع مؤسسة التعاون
الوطني. يشار إلى أن سلطات أزيلال، في شخص محمد عطفاوي، عامل الإقليم، دعت المصالح المختصة إلى أن تضع بشكل استباقي آليات إزاحة الثلوج في الأماكن المعزولة، وأن تتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان التدخل الناجع لتأمين صحة وسلامة المواطنين، من خلال توزيع حطب التدفئة على المدارس، والمؤن الغذائية على الداخليات بالجماعات المعنية، والحرص على عدم نفادها. وركز عطفاوي على أهمية تنظيم القوافل الطبية المتخصصة، وعلى تقوية الحملات التحسيسية والتواصلية، وعلى ضرورة حث الساكنة على اتخاذ كل ما يلزم من الاحتياطات الاحترازية، لتفادي كل المخاطر التي قد تنتج عن التقلبات المناخية. كما أوصى بتتبع حالة النساء الحوامل القاطنات بالدواوير التي يمكن أن تتعرض للعزلة، وتوفير الأغطية بالداخليات ودور الطالب وإيواء الأشخاص بدون مأوى في أماكن آمنة، وإعداد برنامج لتوزيع المؤن الغذائية والأغطية على الأسر المتواجدة في الدواوير والمناطق المهددة بالعزلة، والمعرضة للضرر خلال فصل الشتاء، وتوفير الأعلاف للماشية بهذه المناطق.
قد يهمك ايضا
إغلاق المدارس في أشتوكة آيت باها بسبب سوء أحوال الطقس
تعرف علي حالة الطقس المتوقعة في المغرب اليوم الثلاثاء 5 كانون الثاني / يناير 2021