الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
شكل العالم

واشنطن - المغرب اليوم

واجهت الحكومات حول العالم قبل ظهور فيروس "كورونا" في كوكبنا أزمتين رئيسيتين، انهيار أسعار النفط وأزمة المناخ، وحتى إن أصبحت هناك ثلاث أزمات الآن، فما زال يمكننا المضي قدماً وإعادة بناء عالم نظيف وصحي مع تريليونات الدولارات من الحوافز، والانتقال إلى الصناعات النظيفة التي تخلق الملايين من الوظائف، والتغلب على عدم المساواة الاجتماعية العميقة وخلق اقتصاد مزدهر.

وأوجز توم ريفيت كارناك وكريستيانا فيغيرز، في كتاب «المستقبل الذي نختاره» تقديراتهما لمستقبلين محتملين؛ واحد يتمحور حول خفض انبعاثات الكربون إلى النصف في هذا العقد، والآخر الذي يتكلم عن الأرض إذا فشلنا في تخفيض نسبة الملوثات، وهو الاحتمال الذي يروي تفاصيله تقرير لمجلة «التايم»، وحسب الكاتبين، ففي عام 2050، وإذا لم تُبذل جهود أخرى للسيطرة على الانبعاثات، فنحن نتجه نحو عالم سيكون أكثر دفئاً (أو حرارة بالأحرى)، وقد تتطور الأمور لزيادة بنحو 3 درجات في عام 2100.

وأول شيء سنتأثر به هو الهواء. ففي العديد من الأماكن حول العالم، يكون الهواء حاراً وثقيلاً ومحملاً بالجسيمات الملوثة التي تدخل في الأعين وتسبب السعال الحاد. وقد ينجم عن ذلك عدم تمكنك ببساطة من الخروج من باب منزلك وتنفس الهواء النقي. وبدلاً من ذلك، قبل فتح الأبواب أو النوافذ في الصباح، فقد يصبح عليك أن تتحقق من هاتفك لمعرفة نوعية الهواء في اليوم المحدد. وعندما تتداخل العواصف وموجات الحر وتتجمع، فإن تلوث الهواء ومستويات الأوزون السطحية المكثفة يمكن أن تجعل من الخطر الخروج من دون قناع وجه مصمم خصيصاً،

والذي قد لا يتمكن الكثيرون من شرائه بسبب ثمنه الباهظ.إن عالمنا يزداد سخونة، وهو تطور لا رجعة فيه الآن وأصبح خارجاً عن سيطرتنا تماماً، وفقاً للتقرير. ولقد اجتزنا بالفعل نقاط تحول، مثل الانصهار العظيم لجليد بحر القطب الشمالي، والذي كان يعكس حرارة الشمس. ولقد امتصت المحيطات والغابات والنباتات والأشجار والتربة لسنوات عديدة نصف ثاني أكسيد الكربون الذي نتخلص منه. والآن لم يتبقَّ سوى عدد قليل من الغابات، معظمها إما منتهكة وإما معرضة لخطر حرائق الغابات.

وفي غضون خمس إلى 10 سنوات، ستصبح مساحات شاسعة من الكوكب غير ملائمة بشكل متزايد للبشر. لا نعرف مدى قابلية مناطق أستراليا وشمال أفريقيا وغرب الولايات المتحدة للسكن بحلول عام 2100، ولا أحد يعرف ما يخبئه المستقبل لأطفالنا وأحفادنا، كما يروي التقرير، كما تسبب المزيد من الرطوبة في الهواء وارتفاع درجات حرارة سطح البحر في زيادة الأعاصير الشديدة والعواصف الاستوائية. وعانت المدن الساحلية في بنغلاديش والمكسيك والولايات المتحدة وأماكن أخرى من تدمير البنية التحتية الوحشية والفيضانات الشديدة مما أسفر عن مقتل عدة آلاف وتشريد الملايين. وسيحدث هذا بتواتر متزايد الآن.

ونظراً لأن العديد من الكوارث تحدث في وقت واحد، فقد يستغرق الأمر أسابيع أو حتى أشهراً حتى تصل الإغاثة الغذائية والمياه الأساسية إلى المناطق التي تعصف بها الفيضانات الشديدة. ويتسبب ذلك في انتشار أمراض مثل الملاريا وحمى الضنك والكوليرا وأمراض الجهاز التنفسي وسوء التغذية.ويؤدي ذوبان التربة الصقيعية إلى إطلاق الميكروبات القديمة التي لم يتعرض لها البشر اليوم مطلقاً، ونتيجة لذلك لا توجد مقاومة لها. وقد تتفشى الأمراض التي ينشرها البعوض والقراد، حيث تزدهر هذه الأنواع في المناخ المتغير، وتنتشر في أجزاء آمنة من الكوكب، مما يربكنا بشكل متزايد. والأسوأ من ذلك، أن أزمة الصحة العامة لمقاومة المضادات الحيوية قد اشتدت فقط مع تزايد كثافة السكان في المناطق الصالحة للسكن واستمرار ارتفاع درجات الحرارة، وبسبب ارتفاع منسوب المياه، يجب في عام 2050 نقل بعض السكن في جزء من العالم إلى أراضٍ مرتفعة كل يوم.

ويجب على أولئك الذين يبقون على الساحل أن يشهدوا زوال أسلوب حياة قائم على الصيد. فمع امتصاص المحيطات لثاني أكسيد الكربون، ستصبح المياه أكثر حمضية ومعادية للحياة البحرية لدرجة أن جميع البلدان باستثناء القليل منها ستحظر صيد الأسماك، حتى في المياه الدولية. ويصر الكثير من الناس على أنه ينبغي الاستمتاع بالأسماك القليلة المتبقية، كما قد تستسلم مناطق شاسعة لجفاف شديد، يرافقه في بعض الأحيان التصحر.

ومدن مثل مراكش وفولغوغراد على وشك أن تصبح صحاري. وظلت هونغ كونغ وبرشلونة والعديد من الدول الأخرى تحاول تحلية مياه البحر لسنوات، وتسعى يائسة لمواكبة موجة الهجرة المستمرة من المناطق التي جفت تماما، وإذا كنت تعيش في باريس، فأنت ستتحمل درجات حرارة الصيف التي ترتفع بانتظام إلى 111 درجة فهرنهايت (43.8 درجة مئوية).وتحاول أن لا تفكر في ملياري شخص يعيشون في أكثر مناطق العالم سخونة، حيث قد ترتفع درجات الحرارة لمدة تصل إلى 45 يوماً في السنة إلى 140 درجة فهرنهايت (60 درجة مئوية) -وهي نقطة لا يستطيع فيها جسم الإنسان البقاء في الخارج لمدة تزيد على ست ساعات تقريباً لأنه يفقد القدرة على تبريد نفسه.

وحتى في بعض أجزاء الولايات المتحدة، هناك صراعات حامية حول المياه، ومعارك بين الأغنياء الذين هم على استعداد لدفع ثمن ما يريدون من المياه وكل شخص آخر يطالب بالتساوي في الوصول إلى الموارد التي تمكّن من الحياة.ويتأرجح إنتاج الغذاء بشكل كبير من شهر لآخر، ومن موسم لآخر، اعتماداً على المكان الذي تعيش فيه. وأن المزيد من الناس قد يتضورون جوعاً أكثر من أي وقت مضى. كما قد تتغير المناطق المناخية، أي قد يصبح بعض المناطق الجديدة متاحة للزراعة (ألاسكا، القطب الشمالي)، بينما قد تجف مناطق أخرى (المكسيك، كاليفورنيا).

وقد يهمك ايضا:

علماء يقدّمون "ساعة القيامة" بسبب الأسلحة النووية وأزمة المناخ

خبير يدعو إلى إعلان حالة الطوارئ لمواجهة الأزمة المناخية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزارة الداخلية المغربية تُحذر من تساقطات رعدية مرتقبة وتدعو…
فيضانات كارثية في وسط وشرق أوروبا جراء العاصفة "بوريس"
الهلال الأحمر المغربي يستعرض حصّيلة مُساهماته في إعادة الإعمار…
الفيضانات تجرف حيوانات مفترسة إلى الشوارع في نيجيريا إلى…
صديقي يقوم بإعداد برنامج يهدف لإصلاح البنيات التحتية المتضررة…

اخر الاخبار

ابن كيران يدعو لتوضيح تعديلات مدونة الأسرة ويرفض حرمان…
حموشي يُنوه بنجاح بروتوكولات الأمن المواكبة لاحتفالات قدوم السنة…
وزير العدل المغربي يُقاضي الصحفي هشام العمراني بتهمة القذف
وزير الداخلية المغربي يؤكد تعرض ضحايا زلزال الحوز بعدة…

فن وموسيقى

المغربية جنات تكشف عن موقفها من إجراء عمليات التجميل…
لطيفة أحرار تؤكد أن الجمهور الذي يعرفها فقط كفنانة…
وفاة الأب الروحي للأغنية الشعبية في مصر أحمد عدوية…
لطفي بوشناق يقدّم أغنية لبيروت ويتضامن مع المدينة الجريحة…

أخبار النجوم

سيمون تتحدث عن بداية دخولها الوسط الفني وعلاقة مدحت…
محمد سعد يكشف سر تغيير نوعية أدواره في الدشاش
شيرين عبدالوهاب تحمس جمهورها لأغنيتها الجديدة "بتمنى أنساك"
نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب

رياضة

المغربي حكيم زياش يشترط على غلطة سراي الحصول على…
البرازيلي فينيسيوس جونيور يُتوج بجائزة غلوب سوكر لأفضل لاعب…
المغربي أيوب الكعبي ضمن قائمة أفضل هدافي الدوريات الأوروبية
محمد صلاح بين الانتقادات والإشادات بسبب صورة عيد الميلاد…

صحة وتغذية

وزير الصحة المغربي يُطالب باليقظة لمواجهة مضاعفات داء الحصبة…
دراسة تكشف أن أمراض القلب تُزيد من خطر الإصابة…
المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

الأخبار الأكثر قراءة

شخصيات بارزة تؤكد أن محادثات الأمم المتحدة بشأن تغير…
افتتاح قمة المناخ "كوب 29" في باكو بمشاركة وفود…