الرباط - كمال العلمي
مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة تتزايد المخاوف من تسجيل حوادث الغرق في السدود والبحيرات التي يلجأ إليها اليافعون والشباب كمتنفس، وهو ما يدفع السلطات المعنية لإطلاق حملات توعوية وتحسيسية بالمؤسسات التعليمية.بحسب مُعطيات رسمية حصلت عليها ، فإن عدد الوفيات بسبب السباحة في حقينات السدود والبحيرات بلغ عام 2018 نحو 40 حالة في جهات الرباط-سلا القنيطرة وبني ملال-خنيفرة والدار البيضاء-سطات، وارتفع الرقم إلى 49 عام 2019، لينخفض إلى 31 حالة عامي 2020 و2021.
أمام هذا الخطر الذي يودي بحياة العشرات من الشباب سنوياً، تعمل وكالات الحوض المائي على إطلاق حملات توعوية بشكل سنوي للحد من هذه الحوادث تستهدف التلاميذ في المؤسسات التعليمية، وذلك بشراكة مع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.وقد أطلقت وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية حملة في هذا الصدد تستهدف التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عاما من خلال كبسولة بتقنية الرسوم المتحركة، بهدف توعيتهم بالمخاطر الحقيقية التي تنجم عن السباحة في حقينات السدود، ونقل هذه الرسالة إلى محيطهم، وبذلك يصبحون جزءا من المواطنين الفاعلين الإيجابيين لحماية الأرواح البشرية.
وتشير الوكالة ذاتها، التي تدخل ضمن نفوذها السدود الواقعة في جهات الرباط-سلا القنيطرة وبني ملال-خنيفرة والدار البيضاء-سطات، ضمن حملتها، إلى أن بحيرات السدود توحي في الظاهر بأنها أماكن آمنة وهادئة، إلا أن الاستحمام والسباحة فيها يشكلان خطراً كبيراً على المواطنين، حيث يكمن الخطر في احتواء السدود على كمية كبيرة من الأوحال تجذب إلى الأسفل، وبالتالي يصبح الصعود إلى سطح الماء صعبا جدا، مما يؤدي إلى الغرق.
كما نبهت الحملة إلى كون السباحة في البحيرات تتطلب جهداً أكبر من السباحة في مياه البحر؛ لأن كثافة هذا الأخير أكبر من كثافة الماء العذب، ويسمح للجسم بأن يطفو فوقه، كما أن عمق مياه السدود يفوق 100 متر في بعض الأماكن، ناهيك عن وجود تيارات مائية قوية في بعض السدود، وصعوبة الخروج من الماء عند بعض الجنبات.
في الفترة الممتدة من 2018 إلى غاية 2021، تم تسجيل 219 حالة غرق على مستوى حقينات السدود والوديان في الجهات الثلاث، نتج عنها 151 حالة وفاة، وإنقاذ 61 حالة، فيما تم الإعلان عن فقدان 7 حالات، وهو ما يثير القلق وسط الأسر الساكنة بالقرب من السدود.وإلى جانب التحسيس والتوعية بخطورة السباحة في حقينات السدود والبحيرات لدى التلاميذ، يتم تثبيت علامات منع السباحة، وفي بعض الأحيان يتم توفير الحراسة، بشراكة مع السلطات المحلية والجماعات الترابية، لكن الحد من هذه الظاهرة يعتبر تحديا كبيراً بالنظر إلى صعوبة تأمين كل أماكن الخطر.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
222 مليون جالون من مياه الأمطار حصدتها بحيرات السدود في الامارات