الرباط - كمال العلمي
وضعية متفاقمة يشهدها مخزون سدود المملكة في الأسبوعين الأخيرين، إذ تتراجع نسبة الملء يوما بعد يوم لتدنو عن النسب المسجلة في السنة الماضية في تواريخ بعينها؛ ما يثير التخوف من أزمة مائية خلال موسم الصيف المقبل، لا سيما في ظل استمرار نمو درجات الحرارة.وتراجع مخزون مياه سدود المغرب، وفق أرقام المديرية العامة لهندسة المياه التابعة لوزارة التجهيز والماء، من 5579 مليون متر مكعب في فاتح أبريل الجاري إلى 5429,1 مليون متر مكعب المسجلة أمس الأربعاء.
وتجاوزت نسبة الملء العامة للمملكة في الفاتح من أبريل النسبة المسجلة في التاريخ ذاته من السنة الماضية (34.6 مقارنة بـ33.4)، بينما تتراجع النسبة ذاتها، حتى أمس، إلى أدنى في عند مقارنتها بالنسبة المسجلة في التاريخ ذاته من السنة الماضية (33.7 مقارنة بـ34.3).ويتوقع خبراء أن يستمر هذا الانخفاض في احتياطي مخزون السدود المغربية بالنظر إلى الانحسار الذي تعرفه الأمطار على صعيد التراب الوطني في الشهرين الأخيرين، في مقابل النمو المطرد لدرجة الحرارة التي تصل إلى 40 درجة في بعض المناطق، وفق المديرية العامة للأرصاد الجوية.
تعليقا على هذه الأرقام، حذر الخبير الزراعي محمد بنعطا من أن الوضعية “مقلقة”، مبرزا أن هذه الأرقام تعكس الحالة التي وصفها بـ”المهولة” والتي يمكن ملاحظتها بالعين المجردة عند المرور ببعض سدود المملكة المتفرقة.وعبر بنعطا، في تصريح ، عن تخوفه من عدم عودة التساقطات المطرية خلال الأيام المتبقية من شهر أبريل الجاري وبداية ماي المقبل، قائلا في هذا السياق: “الخطير في الأمر هو أنه موازاة مع خسارة البلاد لملايين الأمتار المكعبة من مياه السدود يوميا، نواصل إنهاك المخزون الاستراتيجي للمياه الجوفية”.
وفي ظل هذه الوضعية، سجل الخبير الزراعي أنه يجب وضع خطة استعجالية لتدبير المياه الجوفية المتبقية باعتبارها “المنقذ المستقبلي”، عبر منع الفلاحين الكبار المستنزفين لهذه المادة عبر حفر آبار وأثقاب غير قانونية لسقي منتجات موجهة في الغالب إلى التصدير، داعيا الحكومة في السياق ذاته إلى منع دعم هذه الاختيارات الفلاحية.وأشار المتحدث ذاته إلى أن هذه الوضعية “المقلقة” نبهت وزارة التجهيز والماء إلى ضرورة تسريع وتيرة إنشاء محطات تحلية ماء البحر، معتبرا أن المغرب بلغ مرحلة الحاجة “الملحة” إلى هذه المحطات؛ “لأن هناك مدنا لن تجد قريبا ما تشربه”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :