الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
الواحات المغربية

الرباط - كمال العلمي

تماشيا مع الوضعية المناخية بالمملكة، بات يتضح جليا أن الواحات الوطنية تعيش على وقع تهديدات كبرى تؤثر على إنتاجيتها وعلى تماسك النسيج الاقتصادي الوطني بهذه المناطق، على اعتبار أن التجارة في التمور تبقى مصدرا أساسيا للدخل لدى عدد من الفئات.

وأمام مختلف هذه العوامل التي باتت واقعا، بدا أن الإجراءات الوطنية لتنمية مناطق الواحات قوبلت بتأثيرات كبرى للتقلبات المناخية؛ الأمر الذي يفتح باب الخطر على مصراعيه أمام المنظومة الواحية الوطنية، ليهدد بذلك الاستقرار بمختلف المناطق التي تعرف انتشارها.

وبسط محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، خلال مشاركته في المؤتمر الوزاري للدول المنتجة والمصنعة للتمور المنعقد بالإمارات يومي 26 و27 من شهر فبراير الجاري، الإكراهات التي تعاني منها هذه المجالات الوطنية؛ حيث اعتبر أن “الواحات تتعرض لتهديد حقيقي تتولد عنه عواقب سلبية على استمراريتها”.

ودق صديقي ناقوس الخطر بخصوص “وضعية الواحات في ظل التغيرات المناخية الحالية التي يعرفها العالم ككل، إلى جانب الضغوطات الهائلة على الموارد الطبيعية من جهة أخرى؛ ما يستدعي تعبئة شاملة لمواجهة هذه الظواهر”.

من جهتهم، أكد فاعلون أن “الواحات بالمغرب باتت فعليا أمام مخاطر حقيقية تهدد استدامتها ومستقبلها، حيث يستعصي على التدابير الوطنية التقليلُ من تأثيرات التقلبات المناخية؛ ما يهدد النسيج الاقتصادي والاجتماعي للساكنة المتواجدة ضمن نفوذ المجالات الواحية”.

باب الخطر مفتوح
محمد الهلالي، فاعل مدني بإقليم طاطا، قال إن “الواحات بمناطق مغربية مختلفة باتت تعيش على وقع وضعية صعبة جدا، حيث بدأت في التراجع في نسبتها؛ ذلك أنها كانت في السابق تغطي نسبا مهمة من التراب الوطني، الأمر الذي بات مهددا النسيج الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بهذه المناطق””.

وأضاف الهلالي، في تصريح، أن “الواحات التي نتحدث عنها اليوم تأثرت بشكل كبير بالتغيرات المناخية التي لم تعد خافية على أحد، إلى جانب عوامل أخرى ترتبط باستنزاف المياه بشكل كبير جراء وفود زراعات أخرى تستهلك الماء بوفرة، خصوصا أن هذه المناطق لا تتوفر بها المياه السطحية”.

واعتبر الفاعل المدني المذكور أن “المجهودات الوطنية مهمة؛ غير أنها اصطدمت بقوة التقلبات المناخية، ما انعكس بشكل كبير على المنطقة. فعلى سبيل المثال، يشهد إقليم طاطا هجرة عكسية ملحوظة، حيث تراجع عدد الساكنة بحوالي 3 آلاف نسمة ما بين 2004 و2014، ومن المنتظر كذلك أن يتراجع هذا العدد خلال إحصاء هذه السنة”.
وأورد المتحدث أن “الرهان اليوم هو الوصول إلى خطط وتدابير أكثر جدية بشكل يمكن من الحد من هجرة الساكنة التي تقيم بالمناطق الواحية؛ لكن قبل ذلك، يتوجب أن نلجأ إلى أيام دراسية لتعميق النقاش حول الموضوع، ولما لا مناظرة وطنية حول المنظومة الواحية وسبل إنقاذها من الزوال”.

أزمة الواحة
مصطفى تيليوا، مدير مجلة واحات المغرب، أفاد بأن “واحات المملكة تعيش في الوقت الرهن على وقع مجموعة من مظاهر الضغط والتقهقر التي تهدد مستقبلها بشكل مباشر، على اعتبار أن هذه العوامل أدت إلى تدهور المنظومات البيئية بعدد من المجالات الواحية؛ ما انعكس على الاقتصاد المحلي والخصوصية المجالية والطبيعية لها”.

وأكد تيليوا، في تصريح، أنه “رغم مختلف برامج الحماية والإنقاذ التي سطرتها الدولة وتنجزها الجهات الوصية، إلا أن التحولات التي تعرفها المجالات الواحية تنبه إلى ضرورة وضع تصورات شمولية لمواجهة وتقويم مختلف الاختلالات التي باتت واقعا”، مشيرا إلى أن “ضعف التدبير أدى إلى عدم وصول الدراسات المنجزة بخصوص هذا الموضوع إلى وضع برامج متكاملة وناجعة”.

وأوضح المتحدث أن “الوقت حان من أجل التصدي لمختلف هذه العوامل التي تفرز مشاكل على مستوى الرأسمال الاقتصادي والثقافي والاجتماعي لمناطق الواحة، ما يقلل من فرص تحقيق أية تنمية مستدامة بها”، مشددا على أن “هذه المناطق باتت عرضة لعوامل التغير المناخي والزحف العمراني، إلى جانب الكوارث الطبيعية التي تقضي سنويا على هكتارات منها”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

وزير الفلاحة المغربي يعقد لقاء تواصلياً سرياً في الناظور حول تأمين مياه السقي لسهل ملوية

وزير الفلاحة المغربي يكشف أسباب انخفاض أسعار الخضار الأساسية في أسواق المغرب

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الهلال الأحمر المغربي يستعرض حصّيلة مُساهماته في إعادة الإعمار…
الفيضانات تجرف حيوانات مفترسة إلى الشوارع في نيجيريا إلى…
صديقي يقوم بإعداد برنامج يهدف لإصلاح البنيات التحتية المتضررة…
مراكش تستضيف إجتماع دولي يُناقش قضايا البيئة والصحة في…
سيول تضرب المغرب وتقارير عن قتلى ومفقودين في ظاهرة…

اخر الاخبار

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
السفير الإيراني السابق في بيروت يكشف عن اتصال نصرالله…
تعيين المغربي عمر هلال رئيساً مشاركاً لمنتدى المجلس الاقتصادي…
عبد اللطيف لوديي يُبرز طموح المملكة المغربية في إرساء…

فن وموسيقى

توتنهام ونيوكاسل يتنافسان على تين هاغ
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…

أخبار النجوم

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
أشرف عبدالباقي يعود للسينما بفيلم «مين يصدق» من إخراج…
أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

رياضة

محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

صحة وتغذية

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…

الأخبار الأكثر قراءة

دراسة جديدة تكشف أن الشعاب المرجانية أصبحت مقبرة للمواد…
وزارة الداخلية المغربية تُحذر من تساقطات رعدية مرتقبة وتدعو…
فيضانات كارثية في وسط وشرق أوروبا جراء العاصفة "بوريس"
الهلال الأحمر المغربي يستعرض حصّيلة مُساهماته في إعادة الإعمار…
الفيضانات تجرف حيوانات مفترسة إلى الشوارع في نيجيريا إلى…